الأسهم العالمية ترتفع مع ترقب خفض الفائدة الفيدرالي رغم الاضطرابات السياسية
سجلت الأسهم العالمية أداءً إيجابياً خلال تداولات الثلاثاء، وسط توقعات متزايدة بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، وذلك في وقت لا تزال فيه الاضطرابات السياسية في عدد من الاقتصادات الكبرى تلقي بظلالها على الأسواق المالية.
الأسواق الآسيوية تقود المكاسب
ارتفع مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.7% مقتفياً أثر الصعود الذي شهدته وول ستريت، حيث أغلق مؤشر ناسداك على مستوى قياسي جديد بدعم من أسهم التكنولوجيا.
في اليابان، تجاوز مؤشر نيكي 225 حاجز 44,000 نقطة للمرة الأولى، مستفيداً من ضعف الين واستقالة رئيس الوزراء شينجيرو إيشيبا، المعروف بتوجهاته المالية المتشددة. هذا التغير السياسي منح المستثمرين قدراً من التفاؤل بشأن السياسات الاقتصادية المقبلة.
أما في هونغ كونغ، فقد ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.5%، في حين سجل مؤشر CSI300 الصيني تراجعاً 0.7%، متأثراً بمخاوف تتعلق بتباطؤ التعافي الاقتصادي في الصين.
وول ستريت تواصل تسجيل قمم جديدة
في الأسواق الأميركية، واصلت الأسهم الزخم الإيجابي مع توقعات قوية بأن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة. صعدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.06%، بينما ارتفعت عقود S&P 500 بنسبة 0.05%، ما يشير إلى استمرار التفاؤل.
تقرير الوظائف الأميركي الضعيف الأسبوع الماضي عزز التكهنات بأن خفض الفائدة بات أمراً شبه محسوم، حيث يراهن المستثمرون على خفض بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل، مع احتمالات متزايدة لخفض أعمق بمقدار 50 نقطة أساس.
أوروبا: حذر رغم المكاسب
في أوروبا، شهدت العقود الآجلة لمؤشر يورو ستوكس 50 تراجعاً بنسبة 0.2%، كما انخفضت عقود فوتسي البريطانية وداكس الألماني بنسبة 0.13% و0.26% على التوالي، وذلك بعد أن كانت المؤشرات قد أغلقت جلسة الاثنين على ارتفاعات ملحوظة.
هذا الأداء يعكس مزيجاً من التفاؤل بدعم السياسة النقدية الأميركية، والقلق المتواصل من الاضطرابات السياسية في القارة العجوز.
اضطرابات سياسية تزيد الضبابية
رغم التفاؤل المتعلق بخفض الفائدة، لم تغب الاضطرابات السياسية العالمية عن أذهان المستثمرين. فقد جاءت استقالة رئيس الوزراء الياباني، وتصويت البرلمان الفرنسي ضد بقاء رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، إضافة إلى خسارة حزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميليي في الانتخابات المحلية، لتزيد من ضبابية المشهد.
كما أثارت الإطاحة المفاجئة بوزير المالية الإندونيسي قلق المستثمرين، في وقت حساس تشهد فيه الأسواق الناشئة ضغوطاً اقتصادية متزايدة.
حركة العملات والسندات
شهدت أسواق العملات الأسهم العالمية تذبذباً واضحاً، لكن ضعف الدولار الأميركي ساهم في الحد من الخسائر. ارتفع الين الياباني بنسبة 0.3% إلى 147.05 مقابل الدولار، بينما استقر اليورو عند مستوى 1.1772 دولار.
في أسواق السندات، تراجعت العوائد اليابانية بعد صعودها في الجلسة السابقة، بينما ظلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين قرب أدنى مستوياتها في خمسة أشهر عند 3.50%، وهو ما يعكس رهانات المستثمرين على خفض الفائدة. كما استقر العائد على الأسهم العالمية السندات الأميركية لأجل عشر سنوات عند 4.05%.
أسعار السلع: الذهب والنفط في صدارة المشهد
قفزت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد عند 3,656.92 دولار للأوقية، مدعومة الأسهم العالمية بتوقعات خفض الفائدة التي تعزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن.
وفي أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بعد إعلان أوبك+ عن زيادة في الإنتاج أقل من المتوقع. صعد خام برنت بنسبة 0.73% ليصل إلى 66.50 دولار للبرميل، بينما ارتفع الخام الأميركي بنسبة 0.72% مسجلاً 62.71 دولاراً للبرميل.
توقعات المستثمرين: هل يغامر الفيدرالي بخفض كبير؟
يرى محللون أن الأسواق ستظل رهينة بيانات التضخم الأميركية المنتظرة هذا الأسبوع، إذ قد تحدد اتجاه قرار الفيدرالي. وأوضح خبير الاقتصاد خوسيه توريس من “إنتراكتيف بروكرز” أن أي مفاجأة سلبية في بيانات التضخم قد ترفع الأسهم العالمية احتمالات خفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس.
الأدوات المشتقة في بورصة شيكاغو (CME FedWatch) تظهر أن الأسواق باتت تسعّر احتمالاً يتجاوز 11% لخفض أكبر هذا الشهر، بعدما كانت النسبة صفراً قبل أسبوع فقط.
تفاؤل مشوب بالحذر
رغم استمرار موجة الصعود في الأسهم العالمية، فإن حالة الحذر لا تزال تخيم على الأسواق في ظل المخاطر السياسية وعدم اليقين بشأن حجم خفض الفائدة. لكن المؤكد أن أي إشارة من الفيدرالي ستظل العامل الأكثر حسماً لمسار الأصول المالية خلال الأسابيع المقبلة.
ما السبب الرئيسي وراء صعود الأسهم العالمية؟
السبب الأساسي هو توقعات قوية بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة قريباً، ما يعزز شهية المستثمرين للمخاطرة.
هل يمكن أن يقوم الفيدرالي بخفض أكبر من 25 نقطة أساس؟
نعم، بعض التوقعات تشير إلى أن خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس ممكن، خاصة إذا جاءت بيانات التضخم ضعيفة.
كيف أثرت الاضطرابات السياسية على الأسواق؟
أدت استقالة قادة سياسيين وتغيرات حكومية في اليابان وفرنسا والأرجنتين وإندونيسيا إلى زيادة الضبابية في الأسواق، لكنها لم توقف موجة الصعود المدعومة بخفض الفائدة.
ما وضع الذهب حالياً؟
الذهب ارتفع إلى مستوى قياسي جديد فوق 3,650 دولاراً للأوقية، مستفيداً من توقعات خفض الفائدة وتراجع الدولار.
هل النفط مرشح لمزيد من الارتفاع؟
إذا استمرت أوبك+ في ضبط وتيرة الإنتاج بشكل أقل من المتوقع، قد يواصل النفط مكاسبه، خاصة مع تحسن شهية المخاطرة عالمياً.
تنويه: لا تتحمل منصة “جولد إيجلز” أي مسؤولية عن القرارات الاستثمارية المتخذة بناءً على هذا المقال، وينبغي استشارة مستشار مالي مستقل قبل اتخاذ أي قرار.





















