الأسهم العالمية تجذب المستثمرين وسط تراجع التقلبات: تقرير بنك أوف أميركا
تشهد الأسهم العالمية إقبالاً متزايداً من المستثمرين المتبعين للاتجاه (Trend Followers) مع تراجع مستويات التقلب في الأسواق. وفي تقرير جديد لبنك أوف أميركا (BofA)، أوضح المحللون أن صناديق التداول الخوارزمية، وخاصة مستثمري السلع وصناديق التداول الآلي (CTAs)، عززت مراكزها في الأسهم والسندات والسلع، ما يعكس استمرار الثقة في الاتجاه الصاعد للأسواق العالمية.
اتجاهات المستثمرين في الأسهم العالمية
أشار بنك أوف أميركا إلى أن الأسهم العالمية، وخاصة الأميركية واليابانية، ما زالت محور مراكز الشراء الأكبر للمستثمرين المتبعين للاتجاه. فقد وصلت مراكز الشراء في مؤشرات S&P 500 وناسداك 100 ونيكاي 225 إلى مستويات قصوى، وهو ما يعكس استمرار الرهان على الزخم الإيجابي رغم المخاطر المحتملة في حال حدوث انعكاس مفاجئ.
وأضاف التقرير أن مراكز الشراء في مؤشر راسل 2000 الأميركي تبقى أقل تشدداً مقارنة ببقية المؤشرات، بينما شهدت مراكز المستثمرين في مؤشر يوروسـتوكس 50 الأوروبي عمليات تقليص خلال الأسبوع الماضي. هذا التباين يبرز اختلاف الرؤية بين الأسواق الأميركية واليابانية من جهة، والأوروبية من جهة أخرى.
التقلبات ودورها في دعم الأسهم العالمية
من العوامل التي ساهمت في ارتفاع شهية المخاطرة هو تراجع معدلات التقلب (volatility) بشكل واضح، حيث أظهر التقرير أن ارتفاع حجم خيارات S&P 500 Gamma ساهم في تهدئة الأسواق. فقد بلغ المتوسط الشهري لمستوى Gamma نحو 7.6 مليار دولار، وهو ما يعادل أكثر من ضعف مستواه في الشهر السابق، بينما ساهم هذا الارتفاع في خفض التقلبات المحققة بنحو 1.6 نقطة.
ويرى محللو البنك أن اقتراب تاريخ انتهاء العقود الربع سنوية في سبتمبر قد يساهم في بقاء Gamma عند مستويات مرتفعة، مما يعزز استقرار الأسهم العالمية على المدى القصير.
السندات بين شراء الخزانة الأميركية وتغطية المراكز الأوروبية
لم تقتصر حركة المستثمرين المتبعين للاتجاه على الأسهم العالمية فقط، بل امتدت إلى أسواق السندات. فقد أظهر التقرير أن المستثمرين عززوا مراكز الشراء في سندات الخزانة الأميركية وخاصة عقود العامين والخمسة أعوام والعشرة أعوام، حيث وصلت هذه المراكز إلى مستويات قياسية. وفي المقابل، شهدت الأسواق الأوروبية والآسيوية تغطية لمراكز البيع في البوند الألماني والسندات الكورية والسندات الصينية.
يتوقع بنك أوف أميركا أن يستمر الاتجاه الصعودي لأسعار السندات خلال الأسبوع القادم، ما يعزز احتمالية المزيد من عمليات الشراء من قبل المستثمرين المتبعين للاتجاه.
السلع وزخم الذهب وتحركات الألومنيوم
في أسواق السلع، لفت التقرير إلى أن صناديق الاستثمار تحولت لأول مرة منذ مارس إلى صافي شراء في الألومنيوم، رغم التراجع الأسبوعي في الأسعار. ويرى المحللون أن هذا التحول يحمل مخاطر، حيث أن أي انخفاض إضافي في الأسعار قد يؤدي إلى وقف خسائر سريع.
أما بالنسبة إلى الذهب، فقد واصل المعدن النفيس جذب المستثمرين مع تسجيله مكاسب متتالية لخمسة أسابيع. وأشارت النماذج الخوارزمية السريعة والبطيئة إلى إشارات شراء قصوى، وهو ما يؤكد الزخم الإيجابي القوي للذهب في الوقت الراهن. وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه الأسهم العالمية أيضاً في تحقيق قمم قياسية، ما يعكس حالة من تنويع الاستثمارات بين الأصول التقليدية.
العملات والدولار تحت الضغط
في أسواق العملات، أظهر التقرير أن المراكز الاستثمارية ما زالت تميل إلى البيع على الدولار الأميركي مقابل معظم العملات الرئيسية، باستثناء الين الياباني. وتبقى مستويات وقف الخسارة للجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي قريبة نسبياً عند حدود 64 إلى 78 نقطة أساس، وهو ما يرفع احتمالات حدوث انعكاسات في المراكز إذا شهدت الأسواق تقلبات مفاجئة.
المخاطر المحتملة على الأسهم العالمية
على الرغم من الزخم الإيجابي، شدد بنك أوف أميركا على أن المراكز المرتفعة للمستثمرين المتبعين للاتجاه قد تجعل الأسهم العالمية عرضة لموجات بيع واسعة في حال حدوث انعكاس سريع. وأشار البنك إلى أن عمليات التصفية قد تكون أكثر عنفاً بسبب حجم المراكز الحالية، رغم أن مستويات وقف الخسارة ما تزال بعيدة نسبياً.
توقعات المرحلة المقبلة
يرى محللو البنك أن استمرار تراجع التقلبات، مع بقاء الزخم الإيجابي في كل من الأسهم العالمية والذهب والسندات، يعزز فرص استمرار الاتجاه الصاعد. لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن أي مفاجأة على صعيد السياسات النقدية أو البيانات الاقتصادية الكبرى قد تؤدي إلى انعكاس حاد.
الأسهم العالمية بين الاستقرار والتقلب
تظل الأسهم العالمية مرآة للمشهد الاقتصادي الكلي، حيث يوازن المستثمرون بين شهية المخاطرة والدوافع الأساسية مثل سياسات البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية. ومع بقاء المؤشرات الأميركية واليابانية في صدارة الأداء، يقف المستثمرون أمام تحدي تحقيق التوازن بين البحث عن العوائد وإدارة المخاطر المحتملة.
يؤكد تقرير بنك أوف أميركا أن الأسهم العالمية ما زالت تحظى بثقة المستثمرين المتبعين للاتجاه، مدعومة بتراجع معدلات التقلب واستمرار التدفقات نحو الأصول عالية المخاطر. ومع ذلك، فإن حجم المراكز الحالية يفرض حذراً إضافياً، إذ إن أي انعكاس قد يؤدي إلى خسائر كبيرة. وفي ظل هذا المشهد، تبقى إدارة المخاطر وتنويع الاستثمارات عناصر أساسية لحماية المحافظ الاستثمارية.
لماذا تجذب الأسهم العالمية المستثمرين حالياً؟
لأن تراجع مستويات التقلب وزيادة السيولة في الأسواق عززا من شهية المخاطرة، خاصة في المؤشرات الأميركية واليابانية.
ما هو دور صناديق CTAs في حركة الأسهم العالمية؟
تتبع صناديق CTAs الاتجاهات الخوارزمية للأسواق، وقد زادت هذه الصناديق مراكزها الشرائية في الأسهم العالمية بشكل ملحوظ مع استمرار الاتجاه الصاعد.
هل يمكن أن تنعكس الأسهم العالمية فجأة؟
نعم، فالمراكز الكبيرة الحالية تجعل الأسواق عرضة لانعكاسات حادة في حال حدوث تغير مفاجئ في السياسة النقدية أو البيانات الاقتصادية.
هل الذهب بديل للأسهم العالمية؟
الذهب يظل أصلًا آمنًا يجذب المستثمرين بالتوازي مع الأسهم العالمية، خاصة في أوقات التوتر وعدم اليقين الاقتصادي.
تنويه: موقع جولد إيجلز لا يتحمل أي مسؤولية عن القرارات الاستثمارية المبنية على هذا المقال. هذه المادة لأغراض إعلامية فقط ولا تشكل توصية مالية أو استثمارية.






















