الأسهم الأوروبية تتراجع وسط ترقب لقرار الفدرالي الأميركي
تشهد الأسهم الأوروبية تراجعاً ملحوظاً خلال جلسة الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، حيث أثرت الضغوط على أسهم البنوك وشركات التأمين بشكل مباشر في حركة المؤشرات الرئيسية، في وقت يترقب فيه المستثمرون حول العالم نتائج اجتماع السياسة النقدية للفدرالي الأميركي الذي يبدأ اليوم، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة لأول مرة هذا العام.
تراجع المؤشرات الأوروبية الرئيسية
انخفض المؤشر الأوروبي العام ستوكس 600 بنسبة 0.2% ليغلق عند 555.59 نقطة، متأثراً بشكل أساسي بانخفاض قطاعي البنوك وشركات التأمين بنحو 1% لكل منهما. ويعكس هذا التراجع حالة الحذر التي تسيطر على الأسواق في ظل انتظار قرار الفدرالي.
أما مؤشر داكس الألماني فقد تراجع بنسبة 0.4% مسجلاً 23,635.91 نقطة، في حين انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.3% ليصل إلى 7870.61 نقطة. وعلى الجانب الآخر من القارة، هبط مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.2% ليسجل 9253.36 نقطة.
الفدرالي الأميركي تحت المجهر
يبدأ الفدرالي الأميركي اجتماعه المقرر على مدى يومين اليوم، حيث تسعّر الأسواق احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء. ويُعتبر هذا القرار المرتقب بمثابة أول تحول تيسيري هذا العام، وذلك بعد بيانات اقتصادية حديثة أظهرت تباطؤ سوق العمل الأميركي وتراجع الضغوط التضخمية.
تتوقع البنوك الاستثمارية العالمية، مثل غولدمان ساكس وجي بي مورغان، أن يقوم الفدرالي بخطوة مدروسة تهدف إلى دعم النشاط الاقتصادي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تباطؤ النمو العالمي، خاصة في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها.
تحركات الأسهم الفردية
على صعيد الأسهم الفردية، سجل سهم شركة شيندلر السويسرية للمصاعد تراجعاً بنسبة 1.7% بعد أن باع مستثمر حصة من أسهمها عبر عملية بناء سجل أوامر مسرّعة بسعر يقل بحوالي 8.4% عن إغلاق الجلسة السابقة.
كما هبط سهم لوريال الفرنسية لمستحضرات التجميل بنسبة 2% عقب قرار شركة جيفريز بخفض تصنيفها للسهم من «احتفاظ» إلى «أداء دون السوق»، ما يعكس مخاوف بشأن تباطؤ الطلب في الأسواق الناشئة.
في المقابل، ارتفع سهم فيراري الإيطالية بنسبة 2.6% بعدما بدأت شركة بيرنبرغ تغطيته بتوصية «شراء»، مشيدةً بقوة العلامة التجارية للشركة وأسعارها المرتفعة وقدرتها المستدامة على تحقيق عوائد قوية للمستثمرين.
ردود فعل المستثمرين
تُظهر تعاملات الأسواق الأوروبية حالة من الحذر والترقب، إذ يفضل المستثمرون التريث قبل اتخاذ قرارات استثمارية جديدة. فقرار الفدرالي الأميركي سيكون له تأثير مباشر على تكلفة الاقتراض وأسواق السندات العالمية، وهو ما ينعكس بدوره على شهية المخاطرة في أسواق الأسهم.
يقول المحللون إن أي إشارة من الفدرالي حول مسار السياسة النقدية المستقبلي ستكون بمثابة عامل حاسم لتحديد اتجاه الأسواق الأوروبية خلال الربع الأخير من العام، خاصة أن التوقعات الاقتصادية تشير إلى تباطؤ في النمو بدول منطقة اليورو.
انعكاسات على البنوك والتأمين
تُعد قطاعات البنوك وشركات التأمين من الأكثر حساسية تجاه تحركات الفائدة. فخفض الفائدة يعني عادةً انخفاض الهوامش الربحية للبنوك، وهو ما يفسر الضغوط التي تعرضت لها أسهم هذا القطاع خلال جلسة اليوم. كما أن شركات التأمين تواجه تحديات مشابهة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث تتراجع عوائد استثماراتها في السندات الحكومية.
هل التراجع مؤقت؟
يرى بعض المحللين أن التراجع الحالي في الأسهم الأوروبية قد يكون مؤقتاً، إذ يمكن أن تعود الأسواق للارتفاع في حال أرسل الفدرالي إشارات داعمة للنمو الاقتصادي. في المقابل، يحذر آخرون من أن استمرار التباطؤ العالمي قد يضغط أكثر على المؤشرات، خاصة في ظل المخاطر الجيوسياسية وتباطؤ الطلب في الصين.
التوقعات للمرحلة المقبلة
مع اقتراب نهاية العام، تظل التوقعات متباينة بشأن مسار الأسهم الأوروبية. فإذا أقدم الفدرالي على خفض الفائدة، فمن المتوقع أن نشهد تدفقات جديدة إلى الأسهم في الأسواق المتقدمة، لكن في حال جاءت نبرة الفدرالي أقل تيسيراً مما تتوقعه الأسواق، فقد نشهد تصحيحاً أوسع في أسعار الأسهم.
تشير التطورات الحالية إلى أن الأسهم الأوروبية دخلت مرحلة من التذبذب الحاد، بين ضغوط القطاعات المالية والتأمين من جهة، وفرص النمو لبعض الشركات الكبرى مثل فيراري من جهة أخرى. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يظل المستثمرون في انتظار ما سيعلنه الفدرالي الأميركي خلال اجتماعه، باعتباره العامل الأكثر تأثيراً على الأسواق في المدى القريب.
لماذا تتراجع الأسهم الأوروبية حالياً؟
تراجعت الأسهم الأوروبية بسبب ضغوط على أسهم البنوك وشركات التأمين الحساسة لقرارات الفائدة، إضافة إلى حالة الحذر قبل اجتماع الفدرالي الأميركي.
ما هو قرار الفدرالي المتوقع؟
تسعّر الأسواق خفضاً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما سيكون أول تحول تيسيري للفدرالي هذا العام.
أي الأسهم برزت اليوم في أوروبا؟
سهم شيندلر السويسرية تراجع 1.7%، لوريال الفرنسية خسرت 2%، بينما ارتفع سهم فيراري الإيطالية 2.6% بعد توصية شراء.
هل يمكن أن تعود الأسهم الأوروبية للارتفاع؟
نعم، في حال أرسل الفدرالي إشارات داعمة للنمو، لكن المخاطر العالمية قد تحد من الصعود.






















