الأسهم الأوروبية تتراجع بعد تشديد ترامب على تأشيرات العمل وسط ترقب سياسة الفائدة
شهدت الأسهم الأوروبية تراجعاً ملحوظاً في جلسة الاثنين، متأثرةً بقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بشأن تشديد إجراءات تأشيرات العمل، إلى جانب تحذيرات الأرباح من شركات السيارات الكبرى مثل فولكسفاغن وبورش. يأتي ذلك في وقت يترقب فيه المستثمرون على جانبي الأطلسي مسار أسعار الفائدة الأميركية، وتصريحات مسؤولي الفدرالي التي ستحدد اتجاه الأسواق خلال الفترة المقبلة.
ضغوط على قطاع السيارات
تلقى قطاع السيارات الأوروبي ضربة قوية بعدما أعلنت بورش وشركتها الأم فولكسفاغن عن خفض توقعاتهما للأرباح، نتيجة ضعف الطلب على السيارات الكهربائية وتأجيل إطلاق بعض الطرازات. هذا القرار انعكس مباشرة على أداء أسهم الشركتين، حيث سجل سهم فولكسفاغن تراجعاً حاداً تجاوز 7%، بينما خسر سهم بورش ما يقارب 9%، مما أثّر سلباً على مؤشر STOXX 600 الأوروبي الأوسع نطاقاً.
تشديد ترامب على تأشيرات العمل
في الولايات المتحدة، أعلنت إدارة ترامب عن فرض رسوم تصل إلى 100 ألف دولار على طلبات تأشيرات العمل من نوع H-1B، والتي تُعد شرياناً أساسياً لقطاع التكنولوجيا الأميركي الذي يعتمد بشكل كبير على الكفاءات القادمة من الهند والصين. هذا القرار أثار قلق الأسواق العالمية، خصوصاً وأنه جاء بعد خطوة سابقة من ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى 50% بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي.
الأسواق رأت في هذه الخطوة تهديداً مباشراً لتنافسية قطاع التكنولوجيا الأميركي، إذ من المتوقع أن ترتفع تكاليف التشغيل وتقل فرص جذب المواهب العالمية، وهو ما دفع مؤشرات الأسهم في الهند للتراجع بنسبة 0.2% خلال الجلسة الأخيرة.
انعكاسات على الأسواق الآسيوية
في الصين، كانت تداولات الأسهم الأسهم الأوروبية الأسهم الأوروبية الأسهم الأوروبية متذبذبة، إذ حاول المستثمرون موازنة المخاوف من الخطوات الأميركية مع تصريحات إيجابية من ترامب حول التقدم في اتفاق محتمل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن تطبيق تيك توك. مؤشر شنغهاي المركب SSEC ارتفع بنسبة 0.2%، فيما أضاف مؤشر CSI300 نحو 0.5%، وهو ما يعكس حالة حذر مسيطرة على الأسواق الصينية.
ترقب الفيدرالي الأميركي
على الصعيد الكلي، يترقب المستثمرون إشارات أوضح من الفدرالي الأميركي حول مسار أسعار الفائدة. فبعد قرار البنك المركزي بخفض الفائدة بشكل تدريجي، باتت الأسواق تسعّر نحو 44 نقطة أساس إضافية من التيسير النقدي خلال الاجتماعين المتبقيين في 2025. ويُنتظر أن يتحدث عدة مسؤولين بارزين هذا الأسبوع، من بينهم جيروم باول، رافاييل بوستيك، وميشيل بومان، إلى جانب ستيفن ميران وتوماس باركين.
المحللون يرون أن تصريحات مسؤولي الفدرالي ستكون حاسمة في توجيه توقعات المستثمرين، خاصةً مع اقتراب صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) يوم الجمعة، وهو المقياس المفضل للفدرالي لقياس التضخم.
التضخم تحت المجهر
توقعات السوق الأسهم الأوروبيةالأسهم الأوروبيةالأسهم الأوروبية تشير إلى ارتفاع المؤشر بنسبة 0.2% على أساس شهري، بما يبقي المعدل السنوي عند 2.9%، وهو أعلى من أدنى مستوى له هذا العام عند 2.6% في أبريل. ورغم أن هذه الأرقام تبقي التضخم أعلى من هدف الفدرالي البالغ 2%، إلا أنها تُظهر تباطؤاً تدريجياً يفتح الباب لمزيد من التيسير النقدي.
تحركات الدولار واليورو
على صعيد العملات، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى 97.54، مع استقرار الين الياباني عند 147.87 للدولار، بعد أن دعم بنك اليابان العملة بقراره الأخير الإبقاء على الفائدة دون تغيير رغم معارضة عضوين من مجلس الإدارة. أما اليورو والجنيه الإسترليني فقد شهدا تداولات متباينة، وسط حالة من الحذر قبيل تصريحات مسؤولي البنوك المركزية الأوروبية.
أسعار النفط والذهب
في أسواق السلع، ارتفعت أسعار النفط مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، حيث صعد خام برنت 34 سنتاً إلى 67.02 دولار للبرميل، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط 36 سنتاً ليسجل 63.04 دولار.
أما الذهب، فقد واصل مكاسبه مدعوماً بمخاوف المستثمرين من التصعيد الجيوسياسي وتباطؤ النمو العالمي، ليسجل ارتفاعاً بنسبة 1% ويصل إلى مستوى قياسي جديد عند 3719.65 دولار للأونصة، مما عزز مكانته كملاذ آمن وسط الضبابية الاقتصادية.
التداعيات على المستثمرين
المستثمرون في الأسواق الأوروبية والعالمية يواجهون بيئة معقدة، تجمع بين ضغوط السياسات التجارية الأميركية، وتشديد قواعد العمل والهجرة، وتباين توقعات الفائدة العالمية. هذه العوامل تجعل القرارات الاستثمارية أكثر حساسية للتصريحات الرسمية والبيانات الاقتصادية، وهو ما يفسر التقلبات الملحوظة في مؤشرات الأسهم والعملات والسلع خلال الفترة الأخيرة.
بشكل عام، تراجع الأسهم الأوروبية يعكس مزيجاً من المخاوف المرتبطة بالسياسات الأميركية على صعيد التجارة والهجرة، والانتظار الحذر لقرارات الفدرالي بشأن الفائدة. وبينما يوفر الذهب ملاذاً آمناً، يظل المستثمرون في حاجة إلى وضوح أكبر من البنوك المركزية العالمية قبل إعادة بناء مراكز استثمارية قوية.
ما سبب تراجع الأسهم الأوروبية في بداية الأسبوع؟
تراجع الأسهم جاء نتيجة ضغوط على قطاع السيارات بعد خفض فولكسفاغن وبورش توقعات أرباحهما، بالإضافة إلى تأثير تشديد إدارة ترامب على تأشيرات العمل H-1B.
كيف أثّر قرار ترامب على قطاع التكنولوجيا العالمي؟
قرار فرض رسوم عالية على تأشيرات العمل يرفع تكاليف الشركات الأميركية ويحد من قدرتها على جذب الكفاءات من الهند والصين، مما يضغط على هوامش الأرباح في قطاع التكنولوجيا.
ما المتوقع من الفدرالي الأميركي خلال الفترة المقبلة؟
الأسواق تتوقع خفض الفائدة تدريجياً بما يقارب 44 نقطة أساس خلال الاجتماعين المتبقيين في 2025، مع ترقب بيانات التضخم وتصريحات مسؤولي الفدرالي لتحديد الاتجاه.
هل أسعار الذهب مرشحة لمزيد من الارتفاع؟
نعم، مع استمرار الضبابية الجيوسياسية وتباطؤ النمو، يظل الذهب مدعوماً كملاذ آمن، خصوصاً بعد تسجيله مستويات قياسية جديدة فوق 3700 دولار للأونصة.
تنويه: موقع “جولد إيجلز” لا يقدم توصيات استثمارية مباشرة، وجميع المعلومات الواردة لأغراض إعلامية فقط.






















