الأسهم الآسيوية مستقرة قرب أعلى مستوياتها مع ترقب قرار الفيدرالي الأمريكي
شهدت الأسهم الآسيوية حالة من الترقب صباح الإثنين، حيث استقرت قرب أعلى مستوياتها في أربع سنوات، في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي من المتوقع أن يبدأ دورة جديدة من التيسير النقدي بخفض أسعار الفائدة. هذه الأجواء الحذرة تعكس إدراك المستثمرين لحساسية المرحلة الحالية، إذ أن أي إشارة أقل من التوقعات من جانب الفيدرالي قد تؤدي إلى خيبة أمل واسعة في الأسواق.
اجتماع الفيدرالي.. الحدث الأبرز
الأسواق باتت تسعّر بخفض أكيد للفائدة بواقع 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، ليصل النطاق المستهدف للفائدة إلى 4.0%-4.25%. لكن الأنظار ليست فقط على قرار الخفض، بل على “المخطط النقطي” أو ما يُعرف بالـ Dot Plot، والذي يكشف عن توقعات أعضاء الفيدرالي بشأن مسار الفائدة خلال السنوات المقبلة. التقديرات الحالية في الأسواق تشير إلى خفض قد يصل إلى 125 نقطة أساس حتى نهاية 2026، مما يجعل لهجة الفيدرالي محورياً في تشكيل التوقعات.
المحللون في “جولدمان ساكس” أكدوا أن البيان قد يتضمن إشارة إلى ضعف سوق العمل، لكنه لن يذهب بعيداً في التلميح إلى خفض جديد خلال أكتوبر، ما يعكس حرص الفيدرالي على عدم تقييد نفسه بخطوات مستقبلية محددة.
البنوك المركزية الأخرى في دائرة الضوء
إلى جانب الفيدرالي، يترقب المستثمرون اجتماعات مهمة هذا الأسبوع لبنوك مركزية أخرى. بنك كندا من المرجح أن يخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة، مدفوعاً بتباطؤ النمو المحلي وارتفاع تكاليف الاقتراض. أما بنك إنجلترا، فمن المتوقع أن يبقي على سياسته دون تغيير، في ظل استمرار التضخم فوق المستويات المستهدفة. في المقابل، سيجتمع بنك اليابان وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة السالبة دون تغيير، رغم الضغوط الناتجة عن تراجع الين.
العملات تحت ضغط
في أسواق العملات، ظل اليورو مستقراً عند 1.1732 دولار بعد أن تجاهل المستثمرون خفض الأسهم الآسيوية الأسهم الآسيوية وكالة فيتش التصنيف الائتماني لفرنسا. أما الدولار فقد تراجع 0.15% أمام الين الياباني إلى 147.44، لكنه ظل داخل نطاق ضيق استمر لأسابيع. هذه التحركات المحدودة تعكس حالة الترقب الحذر لأي تطورات من البنوك المركزية العالمية.
الجنيه الإسترليني بقي مستقراً هو الآخر، في وقت ينتظر فيه المستثمرون إيضاحات من بنك إنجلترا حول رؤيته المستقبلية للتضخم. بينما بقيت أسواق العملات الناشئة أكثر عرضة للتقلب، متأثرة بتقلبات أسعار النفط والذهب وتدفقات رؤوس الأموال.
الصين.. البيانات السلبية مستمرة
أظهرت بيانات رسمية أن الأسهم الآسيوية الأسهم الآسيوية الاقتصاد الصيني فقد المزيد من الزخم خلال أغسطس، حيث جاء الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة دون التوقعات، فيما تراجعت الاستثمارات العقارية بشكل أعمق مع استمرار انخفاض أسعار المنازل بنسبة 0.3% للشهر. هذه الأرقام عززت التوقعات بأن السلطات الصينية قد تلجأ قريباً إلى المزيد من إجراءات التحفيز، بما في ذلك خفض الفائدة بمقدار 10 نقاط أساس وخفض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك.
رغم هذه التحديات، فإن الأسهم الصينية سجلت أداءً إيجابياً، حيث صعد مؤشر هانغ سنغ 0.2%، وارتفعت الأسهم القيادية في شنغهاي بنسبة 0.5%. ويعود ذلك إلى عودة الرهانات على شركات التكنولوجيا الصينية، خصوصاً في ظل مفاوضات تجارية بين الصين والولايات المتحدة في مدريد.
كوريا الجنوبية تحقق مكاسب قياسية
في سيول، قفزت الأسهم الكورية الجنوبية 0.4% لتسجل مستويات قياسية، بعد قرار الحكومة إلغاء خطط رفع الضرائب على الاستثمارات في الأسهم. هذه الخطوة اعتُبرت إشارة إيجابية للمستثمرين الأفراد الذين يشكلون شريحة مؤثرة في السوق الكوري.
اليابان مغلقة.. لكن نيكاي تحت المراقبة
أُغلقت الأسواق اليابانية بسبب عطلة وطنية، لكن العقود الآجلة لمؤشر نيكاي استقرت عند 44,520 نقطة، أقل قليلاً من إغلاق الجمعة عند 44,768 نقطة، وذلك بعد أسبوع قوي ارتفع خلاله المؤشر بأكثر من 4%، بدعم من أسهم التكنولوجيا والمالية.
الذهب والنفط في دائرة الاهتمام
في أسواق السلع، واصلت أسعار النفط الارتفاع، حيث ارتفع خام برنت 0.5% ليصل إلى 67.33 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الأمريكي 0.5% إلى 63 دولاراً. وتأتي هذه المكاسب الأسهم الآسيوية الأسهم الآسيوية وسط قلق من أن تؤدي الهجمات الأوكرانية على المصافي الروسية إلى تعطيل صادرات النفط.
أما الذهب، فقد استقر عند 3,644 دولاراً للأونصة، وهو مستوى قريب جداً من أعلى مستوياته التاريخية المسجلة الأسبوع الماضي عند 3,673 دولاراً. ويظل الذهب مرآة لمخاوف المستثمرين، حيث يعتبر الملاذ الآمن الأبرز في فترات الغموض الاقتصادي.
السندات الأمريكية.. رهانات التيسير
ظلت الأسواق الأمريكية مغلقة بسبب عطلة في اليابان، لكن عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بقيت مستقرة عند 4.07%، بعد أن هبطت الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر عند 3.99%. هذا الانخفاض جاء نتيجة بيانات التوظيف الضعيفة، والتي عززت الرهانات على أن الفيدرالي سيتجه لخفض أكبر للفائدة خلال الفترة المقبلة.
تحليل وتوقعات
المشهد العام للأسواق العالمية يعكس حالة من “التوازن الهش”. المستثمرون يقفون على حافة قرارات تاريخية من البنوك المركزية، بينما تظل البيانات الاقتصادية المتباينة من الصين وأوروبا والولايات المتحدة تضيف مزيداً من الضبابية. ورغم ذلك، فإن الزخم الإيجابي في الأسهم الآسيوية يظهر أن شهية المخاطرة لم تتلاشى تماماً، بل ما زالت مدفوعة بالآمال في خفض الفائدة عالمياً.
- لماذا استقرت الأسهم الآسيوية اليوم؟
بسبب ترقب المستثمرين لقرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة وتوجيهاته المستقبلية. - هل سيخفض الفيدرالي الفائدة فعلاً؟
نعم، الأسواق تسعّر خفضاً مؤكداً بمقدار 25 نقطة أساس. - ما تأثير بيانات الصين على الأسواق؟
أظهرت البيانات تباطؤاً في النمو، لكن المستثمرين اتجهوا لشراء أسهم التكنولوجيا، ما دعم الأسواق الصينية. - كيف كان أداء العملات؟
بقي اليورو مستقراً، وتراجع الدولار أمام الين، فيما حافظ الجنيه الإسترليني على استقراره بانتظار اجتماع بنك إنجلترا. - ما وضع الذهب حالياً؟
استقر قرب 3,644 دولاراً للأونصة، قريباً من قمته التاريخية، مما يعكس استمرار الطلب عليه كملاذ آمن. - ماذا عن أسعار النفط؟
ارتفعت الأسعار نتيجة المخاوف من تعطل صادرات روسية بعد هجمات أوكرانية على المصافي. - هل هناك توقعات لمزيد من التحفيز في الصين؟
نعم، يتوقع محللو ING خفض الفائدة 10 نقاط أساس وخفض الاحتياطي الإلزامي للبنوك قريباً.
إخلاء مسؤولية: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل توصية استثمارية. جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات استثمارية يتم اتخاذها بناءً على هذا المحتوى.






















