الأسهم الآسيوية ترتفع بدعم من طفرة التكنولوجيا.. ونيكي وتايبيه يسجلان مستويات قياسية
شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بمكاسب قوية في قطاع التكنولوجيا، في الوقت الذي دفعت فيه بيانات أميركية متباينة المستثمرين إلى إعادة تقييم مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي. وجاءت المكاسب بقيادة مؤشري نيكاي الياباني وتايبيه التايواني اللذين سجلا مستويات قياسية جديدة، رغم الضغوط المستمرة من قوة الدولار وتراجع أسعار الذهب.
نيكي وتايبيه يقودان الزخم الصعودي في الأسواق الآسيوية
ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.2% ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 52,636.87 نقطة، بعد أن عوّض خسائره المبكرة بدعم من أسهم التكنولوجيا وشركات أشباه الموصلات التي استفادت من موجة التفاؤل العالمية تجاه الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.
كما صعد مؤشر تايبيه (TAIEX) التايواني بنسبة 0.5%، مسجلاً مستوى غير مسبوق بدعم من الشركات الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية. ويأتي هذا الأداء القوي استمراراً للمكاسب التي حققتها الأسواق الآسيوية في الأسابيع الماضية وسط إقبال متزايد من المستثمرين الأجانب على أسهم التكنولوجيا.
تباين أداء الأسواق الإقليمية الأخرى
في المقابل، شهدت بقية الأسواق الآسيوية تبايناً في الأداء، إذ تراجع مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1.5% بعد صعود حاد في الجلسة السابقة بلغت نسبته 2.8%، بينما ارتفع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 0.1%. أما الأسهم الصينية المدرجة في البرّ الرئيسي فتراجعت بنحو 0.1% وسط استمرار حالة الترقب بشأن سياسات التحفيز المالي المنتظرة من بكين.
وعلى الجانب الأسترالي، تأثرت الأسواق بتراجع أسعار الذهب والسلع، ما ضغط على المؤشر العام وأدّاه نحو تسجيل خسارة يومية بلغت 0.8%، لتفقد الأسهم الآسيوية في سيدني جزءاً من مكاسبها الأخيرة.
القطاع التكنولوجي يقود المشهد العالمي
أوضح محللون أن الزخم الحالي في الأسهم الآسيوية يعكس موجة عالمية تقودها شركات التكنولوجيا الكبرى في وول ستريت، حيث ساهمت المكاسب القوية لأسهم شركات الذكاء الاصطناعي وشركات تصنيع الرقائق في دفع مؤشري S&P 500 وناسداك الأميركيين إلى الارتفاع ليلة أمس، رغم تباين التوقعات بشأن قرارات الفيدرالي المقبلة.
وقال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في بنك NAB الأسترالي، إن “الأسواق ما تزال تعيش على إيقاع التكنولوجيا، إذ يستمر قطاع الرقائق والذكاء الاصطناعي في دعم الاتجاه الصعودي، بينما تبقى القطاعات الصناعية التقليدية تحت ضغط التكاليف والرسوم الجمركية.”
الدولار الأميركي عند أعلى مستوياته في 9 أشهر
ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.2% ليصل إلى 154.48 ين لأول مرة منذ فبراير، كما صعد إلى أعلى مستوى له أمام اليورو منذ أغسطس عند 1.1498 دولار. ونتيجة لذلك، صعد مؤشر الدولار الأميركي فوق مستوى 100 للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، مما يعكس عودة الزخم إلى العملة الأميركية مع تزايد حالة الحذر في الأسواق.
ويرى المحللون أن استمرار قوة الدولار قد يشكّل ضغطاً على الاقتصادات الآسيوية المعتمدة على الصادرات، إلا أن الدعم القوي من قطاع التكنولوجيا ساهم في امتصاص تأثيره مؤقتاً.
بيانات أميركية متباينة تزيد الغموض حول الفيدرالي
زاد التباين في تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من حيرة المستثمرين، بعد أن أعاد بعضهم طرح فكرة خفض الفائدة بشكل أعمق خلال الأشهر المقبلة، بينما حذّر آخرون من التسرّع في هذا الاتجاه. وأدى غياب البيانات الاقتصادية الرسمية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى زيادة الضبابية في الأسواق.
فقد أظهرت بيانات معهد إدارة التوريد (ISM) استمرار انكماش القطاع الصناعي الأميركي للشهر الثامن على التوالي، ما يشير إلى تباطؤ واضح في النشاط التصنيعي، في حين لا يزال قطاع الخدمات والذكاء الاصطناعي يوفّران دعماً محدوداً للنمو العام.
الذهب والنفط تحت الضغط وسط ارتفاع الدولار
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% إلى نحو 3,980 دولاراً للأونصة، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وتراجع توقعات خفض الفائدة في ديسمبر. ويواجه المعدن النفيس تحدياً في الحفاظ على مكاسبه الأخيرة بعد أن بلغ مستويات قياسية منتصف سبتمبر.
أما أسعار النفط فقد استقرت مع تراجع طفيف في عقود برنت بنسبة 0.1% إلى 64.80 دولاراً للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.2% إلى 60.95 دولاراً، مع استمرار الأسواق في تقييم قرار أوبك+ بتجميد زيادة الإنتاج خلال الربع الأول من 2026.
توقعات المستثمرين للأسهم الآسيوية خلال الفترة المقبلة
يتوقّع محللون أن تظل الأسهم الآسيوية مدعومة بمكاسب قطاع التكنولوجيا، خاصة في اليابان وتايوان، مع احتمالية تسجيل مزيد من المكاسب في حال استقرار السياسة النقدية الأميركية. ومع ذلك، يظل التباين في سياسات البنوك المركزية العالمية ومخاوف الركود الصناعي في الولايات المتحدة عوامل قد تحدّ من الزخم الصعودي خلال الأسابيع المقبلة.
ويرى محللون أن مؤشر نيكاي الياباني مرشح لاختبار مستويات جديدة في حال استمرار تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية واستقرار الين قرب مستوياته الحالية، بينما تبقى بورصات كوريا الجنوبية وهونغ كونغ أكثر عرضة للتذبذب بفعل تحركات الدولار وأسعار الرقائق.
خلاصة المشهد
يبدو أن الأسهم الآسيوية دخلت مرحلة من إعادة التوازن بين طموحات التكنولوجيا وضغوط الاقتصاد الكلي، حيث يتنافس التفاؤل الصناعي مع الحذر النقدي في رسم ملامح الأسواق القادمة. وإذا ما استمرت طفرة الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأرباح، فقد تتحول آسيا إلى مركز الثقل الجديد لأسواق المال العالمية خلال 2026.
ما سبب ارتفاع الأسهم الآسيوية اليوم؟
جاء الارتفاع نتيجة المكاسب القوية لأسهم التكنولوجيا والرقائق الإلكترونية في اليابان وتايوان، إلى جانب استمرار تدفقات الاستثمار نحو قطاع الذكاء الاصطناعي.
ما هو تأثير الدولار القوي على الأسواق الآسيوية؟
ارتفاع الدولار يزيد من تكاليف الواردات ويضغط على أرباح المصدرين الآسيويين، لكنه يعزز شهية المستثمرين العالميين لشراء أصول آمنة في الأسواق المتقدمة.
هل يمكن أن تستمر موجة الصعود الحالية للأسهم الآسيوية؟
نعم، إذا استقرت السياسة النقدية الأميركية واستمر الطلب على التكنولوجيا، قد تمتد المكاسب إلى الربع الأول من 2026، رغم احتمالية حدوث تصحيحات قصيرة المدى.






















