اشتعال المواجهة بين ترامب وإيلون ماسك : تهديد بوقف الدعم ودعوة إلى ثورة سياسية
في تصعيد غير مسبوق على الساحة السياسية والاقتصادية الأميركية، اندلعت مواجهة علنية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد أن هدد ترامب بوقف جميع الإعانات الحكومية المقدّمة لشركات ماسك، وفي مقدمتها “تسلا” و”سبيس إكس”. أما ماسك، وردّ من جانبه بدعوة إلى ثورة سياسية وتأسيس حزب جديد في سياق النزاع مع الرئيس. يعتبر هذا الخلاف بين إيلون ماسك وترامب تحولًا كبيرًا في علاقاتهم.
ترامب : “ماسك لا يمكنه البقاء دون دعم الحكومة”
في منشور على منصة “Truth Social”، صرّح ترامب مهاجمًا:
“إيلون ربما يكون أكثر من حصل على دعم مالي حكومي في التاريخ… من دون هذا الدعم، يجب أن يعود إلى جنوب إفريقيا!”
كما أشار إلى أن وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) ستقوم بمراجعة شاملة لجميع الإعانات الممنوحة لماسك وشركاته، ملوحًا بتوفير “ثروة طائلة” للخزينة الفيدرالية، مما يؤكد على التوتر بين إيلون ماسك والرئيس.
ماسك يرد: “أوقفوا كل الدعم… فورًا!”
ماسك لم يتأخر، وردّ على منصة “إكس” بمنشور صريح:
“أنا أقول حرفيًا: أوقفوا كل شيء. الآن.”
هذا الرد جاء بعد أن تم إسقاط بند الحوافز الخاصة بالسيارات الكهربائية من مشروع قانون الضرائب الجديد، مما يُعد ضربة مباشرة لتسلا، خاصة في مشروعها الرائد “الروبوتاكسي”. من الواضح أن إيلون ماسك وترامب يتبادلون التصريحات الحادة في هذا الشأن.
تراجع سهم تسلا… من جديد
سجّلت أسهم تسلا انخفاضًا بأكثر من 6% في تداولات ما قبل الافتتاح اليوم، في ظل تصاعد التوتر السياسي.
قال المحلل “دينيس ديك” من Stock Trader:
“ماسك بحاجة إلى ترامب، لكن ترامب لا يحتاج إلى ماسك… هذا الصراع قد يُكلف السوق الأمريكي كثيرًا.”
وتزامن ذلك مع تقرير يُشير إلى تراجع مبيعات تسلا للشهر السادس على التوالي في السويد والدنمارك، مع توقعات بانخفاض في أرقام تسليم السيارات يوم الأربعاء. يبدو أن النزاع بين ترامب وإيلون ماسك يؤثر على أداء السوق.
ماسك يدعو إلى تأسيس حزب جديد
خلال عطلة نهاية الأسبوع، صعّد ماسك لهجته السياسية، وكتب:
“مشروع القانون جنوني ومدمّر… النواب الذين صوتوا لصالحه يجب أن يشعروا بالخزي!”
ثم أضاف:
“سأضمن أنهم يخسرون في الانتخابات التمهيدية، حتى لو كان هذا آخر شيء أفعله على وجه الأرض.”
كما دعا إلى تأسيس حزب سياسي جديد، ووصف الحزبين التقليديين بأنهما “دولة بحزب واحد – حزب بوركي بيغ!” ويأتي هذا التصريح من ماسك كجزء من الردود الحادة في المواجهة مع ترامب.
خلفية الأزمة: من التحالف إلى الانفجار
المثير أن ماسك كان من الداعمين الماليين الرئيسيين لحملة ترامب في 2024، بمساهمة بلغت نحو 300 مليون دولار، كما قاد مبادرة “DOGE” الحكومية.
لكن العلاقة انهارت منذ يونيو الماضي عندما هدد ترامب بقطع العقود الحكومية مع شركات ماسك، مما أدى لخسائر تقدر بـ150 مليار دولار من القيمة السوقية لتسلا. توضح هذه التوترات الخلفية المعقدة للصراع بين إيلون ماسك وترامب.
تدخّل رسمي من وزارة الخزانة
ردًا على تصريحات ماسك بأن القانون سيزيد من الدين القومي الأميركي، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت:
“أنا من سيتكفل بالاقتصاد… لا داعي للقلق.”
المخاطر المحتملة على سبيس إكس وتيسلا
| الشركة | التهديد الحكومي المحتمل | التأثير المتوقع |
|---|---|---|
| تسلا | إلغاء الدعم للسيارات الكهربائية | انخفاض في تطوير “الروبوتاكسي” وتأخير الإنتاج |
| سبيس إكس | تعليق عقود حكومية بقيمة 22 مليار دولار | خطر على عمليات الإطلاق الفضائية وأمن الاتصالات |
الأسئلة الشائعة
ما الذي أشعل الخلاف بين ترامب وإيلون ماسك؟
السبب الأساسي هو مشروع قانون الضرائب الجديد، الذي أسقط الحوافز البيئية، إلى جانب تصريحات ماسك التي هاجم فيها الحكومة.
هل فعلاً تسلا تعتمد على دعم الحكومة؟
نعم، العديد من مشاريع تسلا – خاصة في مجال السيارات الكهربائية ذاتية القيادة – تعتمد بشكل جزئي على الإعانات والتحفيزات الفيدرالية. يعتبر هذا الاعتماد على الدعم الفيدرالي جزءًا من النقاط الخلافية بين إيلون ماسك وترامب.
ما تأثير هذا الصراع على المستثمرين؟
أي خفض في الدعم أو تأخير في الموافقات التنظيمية يمكن أن يؤدي إلى تراجع الثقة في أسهم تسلا وسبيس إكس على المدى القريب. هذا الصراع المحتدم بين إيلون ماسك وترامب يزيد من القلق لدى المستثمرين.
تحليل : أزمة حقيقية أم معركة إعلامية؟
من وجهة نظر تحليلية، يمكن قراءة الصراع من منظورين:
- إعلاميًا: هو صراع علني بين قوتين مؤثرتين في السياسة والاقتصاد، تجسد الخلافات الأخيرة بين إيلون ماسك وترامب.
- اقتصاديًا: تهديد فعلي لاستقرار شركات كبرى مثل تسلا، التي تمثل حصة مهمة من سوق التكنولوجيا النظيفة.
وفي كلتا الحالتين، فإن السوق الأمريكي يشهد حالة توتر شديد قد تنعكس على قرارات المستثمرين الأفراد والمؤسسات خلال الأسابيع القادمة.
أبرز تحديثات تقييمات الأسهم الأمريكية من وول ستريت – يوليو 2025






















