ارتفاع مفاجئ في الأسواق العالمية وسط توقعات خفض الفائدة وتراجع المخاوف التجارية
سجلت الأسواق العالمية اليوم الأربعاء ارتفاعًا لافتًا بعد موجة من التراجعات، وسط دعم من مؤشرات قوية على احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وتهدئة نسبية في التصريحات المتعلقة بالرسوم الجمركية، ما أعاد الثقة للمستثمرين في الأسواق المالية.
توقعات خفض الفائدة تدفع المستثمرين للشراء
ارتفعت الأسهم الآسيوية والأوروبية بشكل متباين، بينما صعدت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأمريكي بنسبة 0.2%، مدفوعة بآمال في خفض الفائدة بعد بيانات أمريكية أظهرت جمودًا في قطاع الخدمات خلال يوليو، بالتزامن مع تراجع أرقام التوظيف.
المستثمرون يرون في هذه البيانات إشارات قوية على تباطؤ اقتصادي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتحرك، مما زاد من الرهانات على خفض وشيك للفائدة، حيث تتوقع الأسواق بنسبة 94% اتخاذ هذه الخطوة في اجتماع سبتمبر المقبل، وفق أداة FedWatch.
عوائد السندات تعود للارتفاع من أدنى مستوياتها
في سوق السندات الامريكيه، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.23% بعد مزاد ضعيف، في حين صعد العائد على السندات لأجل عامين إلى 3.73%. ومع استمرار طرح المزيد من السندات هذا الأسبوع، يراقب المستثمرون عن كثب مستويات الطلب في السوق.
ملف الرسوم الجمركية الامريكيه.. لهجة أكثر هدوءًا من ترامب
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية بلاده فرض رسوم جديدة على واردات الرقائق الإلكترونية والأدوية، لكن بشكل تدريجي، مع احتمالات زيادتها لاحقًا. ورغم استمرار السياسات التجارية، فإن الأسواق رحبت بتراجع حدة التصريحات.
اللافت أن ترامب أكد قرب التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مع إمكانية عقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل نهاية العام، وهو ما ساهم في تهدئة الأسواق جزئيًا.
قطاع التكنولوجيا يتأثر.. ولكن أرباح الشركات إيجابية
تراجعت بعض أسهم التكنولوجيا بشكل حاد، خاصة بعد إعلان نتائج مخيبة من Super Micro التي فقدت 17% في تداولات ما قبل الافتتاح، إضافة إلى تراجع AMD بنسبة 5.5% وTSMC بنسبة 2%.
لكن الصورة العامة للأرباح تبقى إيجابية، حيث تُظهر تقديرات HSBC أن أرباح S&P 500 ستنمو بنسبة 10% هذا الربع، بينما ترتفع أرباح الشركات الأوروبية بنسبة 4% بحسب دويتشه بنك، وهو ما يعزز التوقعات الإيجابية على المدى القريب.
النفط والذهب والعملات.. تحركات متباينة
ارتفعت أسعار النفط بعد أربعة أيام من الخسائر، حيث صعد خام غرب تكساس بنسبة 1.67% إلى 66.24 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام برنت بنسبة 1.69% ليبلغ 68.77 دولار.
في المقابل، انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.5% إلى 3,362 دولار للأوقية، متأثرة بارتفاع العوائد وتراجع شهية المخاطرة. أما في سوق العملات، فقد ارتفع اليورو بنسبة 0.3% إلى 1.1606 دولار، وصعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.16% إلى 1.3322 دولار.
ترقب لقرارات اقتصادية وسياسية مهمة
قال ترامب إنه سيُعلن قريبًا عن مرشحه لعضوية مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، مستبعدًا تعيين وزير الخزانة الحالي، كما أكد أنه سيقرر قريبًا بشأن فرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، وسط اجتماع مرتقب مع مسؤولين روس.
كل هذه التحركات تزيد من حساسية الأسواق وتدفع المستثمرين إلى ترقب كل المستجدات الاقتصادية والسياسية.
خلاصة وتوصية
رغم استمرار الضبابية، إلا أن انتعاش الأسواق العالمية اليوم يعكس حالة من التوازن بين القلق من تباطؤ النمو والتفاؤل بخفض الفائدة. ومع ترقب تطورات السياسات النقدية والتجارية، تظل الأسواق عرضة لتقلبات حادة.
تنويه: لا تتحمل شركة “جولد إيجلز” أي مسؤولية عن القرارات المالية أو الاستثمارية المبنية على هذا الخبر. يُنصح دائمًا باستشارة خبير مالي قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
ما سبب ارتفاع الأسواق العالمية اليوم؟
الارتفاع جاء مدفوعًا بتوقعات سوفيه قوية لخفض أسعار الفائدة الأمريكية وتراجع حدة التهديدات الجمركية من واشنطن، مما أعاد الثقة للمستثمرين.
هل خفض الفائدة أصبح مؤكدًا؟
رغم أن القرار النهائي لم يصدر ويعود لبنك للاحتياطي الفيدرالي، إلا أن الأسواق تُسعر حاليًا احتمالية بنسبة 94% لحدوث خفض خلال اجتماع سبتمبر المقبل.
هل تراجعات أسهم التكنولوجيا مؤشر سلبي؟
رغم بعض الخسائر الفردية بسبب نتائج شركات معينة، إلا أن الصورة الإجمالية لأرباح الشركات ما زالت إيجابية، ما يدعم السوق على المدى المتوسط.






















