ارتفاع عقود TSX الآجلة بدعم من نتائج أسهم التكنولوجيا الأميركية
شهدت عقود TSX الآجلة ارتفاعًا طفيفًا صباح اليوم الجمعة، مع ترقّب المستثمرين لموجة من نتائج أرباح الشركات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا، في إشارة إلى تحسّن شهية المخاطرة بالأسواق العالمية بعد فترة من التذبذب التي رافقت قرارات البنوك المركزية الأخيرة.
الأسواق الكندية تستفيد من تفاؤل عالمي
بحلول الساعة 12:40 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر S&P/TSX 60 القياسي بنحو 0.2%، ما يعكس ثقة متزايدة بين المستثمرين بأن دورة التيسير النقدي التي بدأها بنك كندا هذا الأسبوع ستدعم النمو الاقتصادي دون إشعال موجة تضخم جديدة.
وأغلق مؤشر TSX S&P/TSX المركب في جلسة الخميس مرتفعًا 0.1% ليصل إلى 30,178.98 نقطة، ليواصل مكاسبه الشهرية بنحو 0.5%، وهو ما يمهد لتحقيق سادس شهر من الارتفاعات المتتالية للمرة الأولى منذ عام 2021.
وجاء الأداء الإيجابي مدعومًا من قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبنوك، في حين ركّز المستثمرون على تفاصيل لقاء رئيس الوزراء الكندي مارك كارني والرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي يهدف إلى إعادة ضبط العلاقات التجارية بين البلدين بعد سنوات من التوتر.
دعم أميركي من نتائج التكنولوجيا الكبرى
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في تعاملات الجمعة، مدفوعةً بأرباح قوية من شركتي آبل وأمازون اللتين أعادتا الثقة إلى قطاع التكنولوجيا بعد تراجعات الأيام السابقة.
وصعدت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.3%، وارتفعت عقود S&P 500 بنحو 0.8%، فيما زاد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.2%، بدعم من إقبال المستثمرين على المخاطرة قبل إغلاق شهر أكتوبر الذي كان قويًا نسبيًا للأسواق الأميركية.
وفي حين تراجعت الأسهم الأميركية في الجلسة السابقة تحت ضغط هبوط أسهم ميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت، فإن نتائج آبل وأمازون جاءت لتقلب المزاج مجددًا وتدفع المؤشرات نحو مسار إيجابي قبل نهاية الأسبوع.
تفاصيل أرباح آبل وأمازون
أعلنت آبل عن توقعاتها لنمو الإيرادات بين 10% و12% في الربع الرابع، مدعومة بمبيعات قوية لهاتف آيفون 17 الذي وصفه الرئيس التنفيذي تيم كوك بأنه سيقود إلى «أفضل ربع ديسمبر في تاريخ الشركة». وأدت هذه التصريحات إلى ارتفاع السهم في التداولات السابقة للجلسة.
أما شركة أمازون فقد أعلنت عن نتائج فصلية فاقت التوقعات، مستفيدة من تحسن هوامش قطاع التجزئة ونمو قوي في قسم الحوسبة السحابية أمازون ويب سيرفيسز (AWS) بنسبة 20%، وهو أسرع معدل منذ عام 2022. هذه الأرقام عززت ثقة المستثمرين بأن الشركة قادرة على استعادة زخمها في سباق الذكاء الاصطناعي رغم المنافسة الشرسة.
TSX
نتفليكس في دائرة الضوء
وفي سياق منفصل، جذبت نتفليكس الأنظار بعد إعلانها عن تقسيم الأسهم بنسبة 10 إلى 1، وهي خطوة تهدف إلى زيادة السيولة وجذب مستثمرين جدد، بعد الأداء القوي الذي حققته أسهم الشركة خلال 2025.
الفدرالي الأميركي يخفف الإيقاع دون وعود جديدة
من جهة أخرى، لا تزال الأسواق تتفاعل مع قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، إلا أن تصريحات رئيس الفدرالي جيروم باول بأن خفضًا آخر في ديسمبر «ليس أمرًا محسومًا» أوقفت موجة التفاؤل المفرط.
وأدى هذا الموقف الحذر إلى بعض التقلبات في عوائد السندات الأميركية، مع تراجع طفيف في الدولار أمام العملات الرئيسية، وهو ما انعكس بدوره على حركة الذهب والنفط.
ترامب وشي جين بينغ: تقارب سياسي بانتظار التفاصيل
على الصعيد الجيوسياسي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه عقد اجتماعًا «رائعًا ومثمرًا» مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس، مشيرًا إلى أن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، دون تحديد موعد للتوقيع الرسمي.
وأضاف ترامب أنه سيزور الصين في أبريل المقبل لاستكمال المباحثات، مشيرًا إلى أن الجانبين تجاوزا معظم العقبات التي أعاقت المفاوضات في السنوات الأخيرة.
أسعار النفط ترتفع رغم ضغوط المعروض
وفي أسواق الطاقة، صعدت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة بنحو 1%، إذ ارتفع خام برنت إلى 65.01 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.25 دولار.
ورغم هذا الارتفاع اليومي، يتجه الخامان نحو تسجيل ثالث انخفاض شهري متتالٍ، في ظل وفرة الإمدادات العالمية من كبار المنتجين، مثل السعودية وروسيا والولايات المتحدة، الذين يسعون للحفاظ على حصصهم السوقية.
كما أن العقوبات الغربية على الصادرات الروسية لم تُحدث تأثيرًا كبيرًا، إذ وجدت موسكو منافذ بديلة عبر الصين والهند، مما ساهم في استقرار الإمدادات رغم القيود.
الذهب يتماسك قرب 4025 دولارًا للأونصة
وفي المقابل، تحركت أسعار الذهب ضمن نطاق ضيق بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها يوم الخميس، إذ استقر السعر الفوري قرب 4025 دولارًا للأونصة، في حين ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 0.5% لتصل إلى 4036.9 دولارًا.
ورغم الأداء الهادئ اليوم، فإن المعدن الأصفر يتجه لتحقيق مكاسب للشهر الثالث على التوالي، مدعومًا بتراجع عوائد السندات الأميركية وضعف الدولار النسبي، إلى جانب استمرار التوترات التجارية العالمية.
نظرة تحليلية: الزخم مستمر لكن الحذر واجب
يشير محللون في RBC وTD Securities إلى أن الأسواق الكندية قد تستفيد في المدى القصير من التفاؤل العالمي بأسهم التكنولوجيا، لكنهم يحذرون من أن أي تدهور في الطلب الصيني أو تباطؤ في الاقتصاد الأميركي قد يحدّ من المكاسب.
ويرى الخبراء أن استمرار خفض الفائدة من قبل بنك كندا، إلى جانب السياسة المالية الداعمة، سيبقي مؤشرات الأسهم في مسار صاعد خلال الربع الرابع من العام، خاصة إذا استمر الاستقرار في أسعار النفط والذهب.
وفي المقابل، لا تزال التوترات الجيوسياسية عاملًا محددًا للاتجاه، إذ أن العلاقة الثلاثية بين كندا والولايات المتحدة والصين ستكون محورًا رئيسيًا لتقييم المخاطر خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع دخول العام 2026 الذي يُتوقع أن يشهد تباطؤًا اقتصاديًا عالميًا معتدلًا.
مع ارتفاع عقود TSX الآجلة وعودة التفاؤل في أسهم التكنولوجيا الأميركية، تبدو الأسواق الكندية في وضع مريح نسبيًا، مدعومة بمزيج من السياسة النقدية التيسيرية والتوقعات الإيجابية لأرباح الشركات الكبرى. ومع ذلك، فإن الطريق إلى نمو مستدام لا يخلو من العقبات، خاصة مع بقاء الغموض قائمًا حول وتيرة قرارات الفدرالي الأميركي وتطور العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.






















