بول تيودور جونز يتوقع ارتفاع الأسهم قبل التصحيح الكبير ويقدم نصيحة ذهبية للمستثمرين
في مقابلة أثارت اهتمام الأوساط المالية، حذّر الملياردير ومدير صندوق التحوط الشهير بول تيودور جونز من أنّ الأسواق العالمية تتجه نحو موجة ارتفاع قوية ل ارتفاع الأسهم أخيرة قبل أن تبلغ ذروتها وتدخل مرحلة تصحيح مؤلم. ورغم التحذير، يرى جونز أن الفرص لا تزال سانحة أمام المستثمرين الذين يتحركون بسرعة وذكاء.
تشابه مع فقاعة الإنترنت في عام 1999
قال جونز خلال حديثه لبرنامج «سكواك بوكس» على CNBC إن الظروف الراهنة تذكّره بشكل لافت بما حدث قبل انفجار فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينات، عندما ارتفعت أسعار الأسهم بشكل مفرط بدافع الحماس المبالغ فيه تجاه التكنولوجيا الجديدة.
وأوضح قائلاً: «تخميني هو أنّ جميع العوامل متوفّرة لحدوث نوعٍ من الارتفاع المفرط. التاريخ يعيد نفسه كثيراً، وأعتقد أننا على أعتاب نسخة جديدة من تلك الحقبة. الفرق الوحيد هو أنّ الوضع اليوم أكثر قابلية للانفجار مما كان عليه في عام 1999».
وأضاف أن أسهم الذكاء الاصطناعي تشهد حالياً ما يمكن وصفه بـ«تمويل عبر المورّدين»، في إشارة إلى الدورات المالية السريعة والمضاربات المحمومة التي غالباً ما تسبق انهيارات الأسواق.
ارتفاع الأسهم يقوده قطاع التكنولوجيا
سجّل مؤشر ناسداك، الذي يضم شركات التكنولوجيا الكبرى، ارتفاعاً هائلاً بلغ 117% منذ أبريل، مدفوعاً بموجة من التفاؤل حول قدرات الذكاء الاصطناعي وإمكانياته المستقبلية. هذه القفزة، بحسب جونز، تعبّر عن نهاية دورة السوق الصاعدة التي عادة ما تبلغ ذروتها بعد مثل هذه المكاسب الضخمة.
وأشار إلى أنّ المستثمرين يواجهون الآن لحظة حاسمة: هل يواصلون الرهان على المزيد من ارتفاع الأسهم أم يبدأون في التحوط ضد احتمالات الانعكاس الكبير؟
السياسات المالية والنقدية تزيد من حدة الارتفاع
يرى جونز أن ما يميّز الوضع الحالي هو التقاء السياسة المالية التوسعية مع السياسة النقدية التيسيرية، وهو مزيج نادر لم يشهده الاقتصاد الأميركي منذ خمسينيات القرن الماضي. فبينما يخفض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة، تستمر الحكومة الأميركية في تسجيل عجز في الميزانية يبلغ نحو 6% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين كانت تحقق فائضاً في عام 1999.
وقال جونز إن هذا المزيج “يشعل وقوداً إضافياً” للأسواق ويدعم ارتفاع الأسهم ارتفاع الأسهم بشكل مفرط، لكنه في الوقت نفسه يزيد من خطر التضخم المالي وعدم الاستقرار على المدى الطويل.
التحذير من فخّ السوق الصاعدة
سلّط المستثمر المخضرم الضوء على المفارقة الدائمة في الأسواق الصاعدة، قائلاً: «المرحلة الأخيرة هي الأخطر دائماً، لأنها الأكثر ربحاً والأكثر إغراءً للمستثمرين. أكبر المكاسب عادة ما تتحقق في الأشهر الاثني عشر التي تسبق الذروة». وأضاف: «إذا لم تشارك فيها، تخسر العوائد الكبيرة، وإذا شاركت دون حذر، فقد تخسر كل شيء لاحقاً».
نصيحته للمستثمرين كانت واضحة: «يجب أن تصعد وتنزل من القطار بسرعة. لا تركب الموجة بلا خطة، لأن النهاية ستكون قاسية للغاية».
نصيحة ذهبية: تنويع ذكي بين الذهب والعملات المشفرة والأسهم
على الرغم من تحذيراته، أوضح جونز أنّه لا يتوقّع هبوطاً فورياً، بل يرى أن الأسواق أمامها مساحة إضافية للارتفاع قبل التصحيح. وبناءً على ذلك، نصح المستثمرين باتباع استراتيجية متوازنة تجمع بين الذهب والعملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا.
وأوضح أن الذهب يوفّر الحماية من التضخم، بينما تمثّل العملات المشفّرة مثل البيتكوين وسيلة تحوّط ضد تآكل العملات الورقية، في حين تمنح أسهم الشركات التقنية فرصة الاستفادة من الزخم الحالي في الذكاء الاصطناعي.
وأضاف قائلاً: «المضاربة المفرطة ستأتي لا محالة، وستكون الفرصة الأخيرة لتحقيق مكاسب ضخمة قبل الانعكاس. لكن يجب أن تكون مستعداً نفسياً وزمنياً للخروج عند أول علامات الإنذار».
الذكاء الاصطناعي في قلب الموجة الصاعدة
يشير بول تيودور جونز إلى أن صعود الذكاء الاصطناعي هو المحرك الأساسي وراء ارتفاع الأسهم في المرحلة الحالية. فشركات مثل «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«أوبن إيه آي» باتت تستحوذ على اهتمام المستثمرين العالميين، وتُقيَّم بمضاعفات قياسية تتجاوز حتى مستويات فقاعة الإنترنت.
ويضيف أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو دخول لاعبين جدد من صناديق التحوط والمستثمرين الأفراد الذين يخشون “تفويت الفرصة” على آخر موجة صعود قبل الانعكاس المحتوم.
من هو بول تيودور جونز؟
يُعد بول تيودور جونز أحد أبرز الشخصيات في عالم الاستثمار. اشتهر بتحقيق أرباح ضخمة من انهيار وول ستريت عام 1987، حين توقّع الانهيار قبل وقوعه. وهو مؤسس شركة Tudor Investment، كما أسّس منظمة Just Capital التي تقيّم الشركات الأميركية وفقاً لمعايير بيئية واجتماعية.
يعتبره العديد من الخبراء مرجعاً في قراءة دورات الأسواق وتحديد نقاط الانعطاف، إذ نجح مراراً في توقّع تحركات كبرى في الأسهم والعملات والسلع.
بين الطمع والحذر
يقول جونز إن اللحظة الحالية تمثل مفترق طرق تاريخياً بين الطمع والحذر. فالأسواق ما تزال في طور الارتفاع، ولكنها محمّلة بمخاطر متصاعدة. لذلك، يرى أنّ أفضل ما يمكن للمستثمر فعله هو تنويع محفظته بين الأصول الصلبة والمالية، والتحرك بسرعة عندما تبدأ المؤشرات في الانعكاس.
ويختتم قائلاً: «لا أحد يمكنه توقيت القمة بدقة، ولكن يمكنك الاستعداد لها. هذا وقت المكاسب السريعة، لكنه أيضاً وقت القرارات الحاسمة».
ما توقعات بول تيودور جونز ل ارتفاع الأسهم في 2025؟
يتوقع جونز موجة ارتفاع قوية أخيرة للأسهم قبل الدخول في مرحلة تصحيح حاد، مستشهداً بالتشابه الكبير بين الوضع الحالي وفترة فقاعة الإنترنت في 1999.
ما نصيحته للمستثمرين الآن؟
ينصح بالتحرك بسرعة، وتخصيص جزء من المحافظ الاستثمارية للذهب والعملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا، مع الحذر من الإفراط في المضاربة.
هل يعتقد أن الانهيار قريب؟
لا، بل يرى أن الأسواق ما تزال في مرحلة صعود، لكن نهاية الدورة قد تكون قريبة في حال استمرار التقييمات المبالغ فيها.
لماذا يفضل الذهب والعملات المشفرة؟
لأنهما يوفران حماية ضد التضخم وضعف العملات، ويشكلان تحوطاً طبيعياً عند حدوث تقلبات مفاجئة في الأسواق المالية.
تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية وتحليلية فقط، ولا يُمثل نصيحة استثمارية. جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات مالية تُتخذ بناءً على محتواه.
إعداد وتحرير: جولد إيجلز | قسم الأسواق العالمية






















