ارتفاع أسهم شركات التعدين المدرجة في لندن مع صعود أسعار المعادن الثمينة

شهدت أسهم شركات التعدين البريطانية المدرجة في بورصة لندن، وخاصة على مؤشر فوتسي 100، موجة صعود قوية خلال تداولات الجمعة 12 سبتمبر/أيلول 2025، مدفوعة بمكاسب أسعار الذهب والفضة اللذين يواصلان الاقتراب من مستويات قياسية. ويأتي هذا الأداء في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، وسط توقعات متزايدة باتخاذ قرار بخفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ أشهر طويلة.

أداء أسهم شركات التعدين

تصدر سهم فريسنيلو PLC (LON:FRES) قائمة الرابحين بصعود تجاوز 3% في الجلسة الصباحية، مستفيداً من قفزة أسعار الفضة، حيث تُعد الشركة من أبرز المنتجين عالمياً لهذا المعدن. كما حقق سهم أنجلو أمريكان PLC (LON:AAL) ارتفاعاً بأكثر من 2%، مدعوماً بزيادة الطلب على المعادن الأساسية والثمينة على حد سواء.

بدورها، سجلت جلينكور مكاسب فاقت 2.3%، فيما ارتفعت أسهم إنديفور ماينينغ بنحو 1.7%. هذا الأداء يعكس حالة التفاؤل في الأسواق تجاه مستقبل عوائد شركات التعدين مع استمرار موجة الصعود في أسعار السلع.

أسعار الذهب والفضة عند مستويات حرجة

ارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 3644.1 دولار للأونصة، مقترباً من قمته التاريخية المسجلة الأسبوع الماضي عند 3674 دولار. كما صعدت الفضة بنسبة 1.6% لتسجل 42.2 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ سنوات، ما زاد من جاذبية الشركات العاملة في إنتاج المعادن الثمينة.

ويؤكد المحللون أن استمرار هذا الزخم يعكس تحوط المستثمرين من مخاطر التضخم والتقلبات الاقتصادية العالمية، فضلاً عن بحثهم عن ملاذات آمنة مع اقتراب قرار الفيدرالي الأميركي.

ترقب الفيدرالي الأميركي

تزايدت التكهنات في الأسواق بأن البنك المركزي الأميركي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، خاصة بعد صدور بيانات تشير إلى تباطؤ سوق العمل. وعلى الرغم من أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أعلى قليلاً من التوقعات، إلا أن ضعف التوظيف يُعد عاملاً رئيسياً يدفع الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية.

المحلل الاقتصادي “جون هاربر” أشار إلى أن أي إعلان بخفض الفائدة سيعزز الطلب على الذهب، ليس فقط كملاذ آمن، بل أيضاً كأصل استثماري يحمي من تراجع العوائد على السندات الأميركية. كما أوضح أن الفضة ستستفيد بشكل مزدوج، باعتبارها معدناً صناعياً واستثمارياً في الوقت ذاته.

تأثير الذهب على أسهم التعدين

ترتبط أسهم شركات التعدين بشكل مباشر بحركة أسعار السلع الأساسية. فكلما ارتفعت أسعار الذهب والفضة، انعكس ذلك على زيادة أرباح الشركات العاملة في التنقيب والإنتاج. على سبيل المثال، تعتبر فريسنيلو من أكثر الشركات حساسية لتحركات أسعار الفضة، بينما تعتمد أنجلو أمريكان وجلينكور على مزيج من المعادن، بما في ذلك النحاس والبلاتين إلى جانب الذهب.

هذا التوجه يجعل من أسهم التعدين خياراً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن الاستفادة من دورة صعود السلع، خصوصاً في ظل مؤشرات ضعف الاقتصاد الأميركي والرهانات المتزايدة على سياسة نقدية أكثر مرونة.

المشهد العالمي للمعادن الثمينة

لم تقتصر مكاسب الذهب والفضة على الأسواق الأوروبية فقط، بل شملت أيضاً الأسواق الآسيوية والأميركية. ففي آسيا، شهدت بورصات الذهب تداولات نشطة مع زيادة الطلب من الصين والهند، اللتين تعدان أكبر مستهلكين عالميين للمعدن الأصفر. وفي الولايات المتحدة، ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.2% لتستقر عند 3684 دولار للأونصة.

ويشير محللو البنوك الاستثمارية إلى أن الذهب قد يواصل تسجيل مكاسب إضافية إذا أكد الفيدرالي الأميركي توجهه لخفض الفائدة. بينما يرى آخرون أن الأسعار الحالية قد تشهد بعض عمليات جني الأرباح، لكنها ستظل مدعومة بعوامل الاقتصاد الكلي.

آراء المحللين

توقع “بنك يو بي إس” أن يظل الذهب فوق مستوى 3600 دولار للأونصة حتى نهاية العام، مع إمكانية ملامسة حاجز 3700 دولار إذا استمرت السياسات التيسيرية. بينما أكدت مؤسسة “إتش إس بي سي” أن الفضة قد تحقق أفضل أداء بين المعادن الثمينة بفضل الطلب الصناعي القوي في قطاع الطاقة المتجددة.

أما “كومرتس بنك” فقد أوضح أن أسهم التعدين ستظل رهينة لتقلبات أسعار السلع، لكنها ستحقق مكاسب ملموسة في حال استقرار الذهب فوق المستويات الحالية.

توقعات

يبدو أن أسهم شركات التعدين في لندن ستواصل الاستفادة من موجة صعود أسعار الذهب والفضة في الفترة المقبلة، خصوصاً إذا أكد الفيدرالي الأميركي توجهه نحو خفض الفائدة. ومع ترقب الأسواق العالمية لأي مستجدات اقتصادية، فإن المستثمرين يضعون أعينهم على المعادن الثمينة كخيار استراتيجي يحافظ على قيمة محافظهم الاستثمارية.

تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل توصية استثمارية. جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات مالية تتخذ بناءً على هذا المحتوى.