اجتماع وزيلينسكي وتوقعات الفيدرالي الأميركي يحددان مسار الأسواق العالمية
الأسواق العالمية تدخل أسبوعاً حاسماً وسط حالة من الترقب الشديد، حيث يتجه تركيز المستثمرين إلى اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، بالتوازي مع متابعة حثيثة لتطورات السياسة النقدية الأميركية. محضر اجتماع الفيدرالي الأميركي وخطاب جيروم باول في جاكسون هول نهاية الأسبوع سيكونان بمثابة مؤشرات أساسية على اتجاه أسعار الفائدة. هذه التطورات مجتمعة خلقت بيئة مضطربة للأسواق دفعت الذهب للصعود ودفعت الأسهم إلى بداية ضعيفة.
الأسهم الأميركية تتراجع بحذر
افتتحت العقود الآجلة الأميركية على تراجع طفيف، إذ خسر مؤشر داو جونز الصناعي نحو 0.2%، وانخفض S&P 500 بنسبة 0.1%، فيما ظل ناسداك 100 مستقراً. هذه التحركات تأتي بعد أسبوع متباين سجلت فيه المؤشرات الرئيسية قمماً جديدة قبل أن تتعرض لضغوط بيعية في قطاعي التكنولوجيا والمال.
المستثمرون يتعاملون بحذر مع التوقعات المتناقضة: من جهة هناك تفاؤل بإمكانية خفض الفائدة قريباً لدعم الاقتصاد، ومن جهة أخرى تزداد المخاوف من أن التطورات الجيوسياسية، خاصة الملف الأوكراني، قد تؤدي إلى موجة اضطرابات جديدة في الأسواق العالمية.
الفيدرالي الأميركي في دائرة الضوء
جميع الأنظار تتجه إلى محضر اجتماع الفيدرالي يوم الأربعاء، والذي سيكشف تفاصيل النقاشات الداخلية حول السياسة النقدية. بقاء الفائدة عند 4.25% – 4.5% لم يكن مفاجئاً للأسواق، لكن اعتراض عضوين بارزين لصالح الخفض أظهر انقساماً داخلياً نادراً.
البيانات الاقتصادية الأخيرة كانت متباينة: تباطؤ في سوق العمل مع تراجع معدلات التوظيف، في مقابل تحسن في مبيعات التجزئة وصعود أسعار المنتجين. هذا التضارب يجعل من كلمة جيروم باول في جاكسون هول حدثاً محورياً، إذ قد يلمح إلى نوايا المجلس في اجتماع سبتمبر.
خلفية اقتصادية تعقد المشهد
التوترات التجارية التي أشعلتها إدارة ترامب بفرض تعريفات جديدة على الواردات الصينية والأوروبية تزيد من الضغوط التضخمية. وعلى الرغم من أن بيانات التضخم الاستهلاكي جاءت أقل من المتوقع، إلا أن المستثمرين يخشون من موجة جديدة إذا تصاعدت الحروب التجارية.
في الوقت نفسه، أثارت تصريحات ترامب حول مؤسسات جمع البيانات الاقتصادية شكوكاً بشأن شفافية الأرقام الرسمية، خاصة بعد إقالة مفاجئة لمسؤول إحصائي بارز. هذا دفع بعض المحللين للتحذير من اتساع فجوة الثقة بين الأسواق والحكومة، ما قد يزيد من الاعتماد على بيانات مستقلة صادرة عن مؤسسات خاصة.
اجتماع ترامب وزيلينسكي.. آمال وتساؤلات
اللقاء المرتقب بين ترامب وزيلينسكي يحظى بترقب واسع، إذ قد يحدد ملامح تسوية للصراع الممتد مع روسيا. زيلينسكي أوضح أنه لن يقبل بأي حلول تنتقص من سيادة بلاده، بينما تشير بعض التسريبات إلى أن ترامب قد يضغط لتسوية سريعة تُرضي موسكو.
المخاوف تتزايد من إمكانية أن تؤدي هذه الضغوط إلى اتفاق غير متوازن يترك أوكرانيا خاسرة في ملف الأراضي الشرقية. ورغم ذلك، فإن أي مؤشر على اقتراب إنهاء الحرب قد يبعث رسائل إيجابية للأسواق، خصوصاً لأسعار الطاقة التي تأثرت بشدة بالصراع.
الذهب يتألق كملاذ آمن
الاضطرابات الجيوسياسية وعدم اليقين النقدي دفعا المستثمرين نحو الذهب، الذي ارتفع بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,355 دولار للأونصة، فيما صعدت العقود الآجلة إلى 3,400 دولار. الذهب يستفيد من توقعات خفض الفائدة الأميركية، حيث يجعل ذلك الاستثمار في السندات أقل جاذبية، ويرفع شهية المستثمرين للملاذات الآمنة.
هذا الاتجاه يعكس أيضاً مخاوف المستثمرين من تفاقم الأوضاع الجيوسياسية، ليس فقط في أوكرانيا ولكن في مناطق أخرى تشهد توترات متصاعدة قد تؤثر على إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد العالمية.
العملات والنفط في بؤرة الاهتمام
في سوق العملات، واصل الدولار الأميركي تقلباته مع ترقب قرارات الفيدرالي. أي إشارة من باول نحو خفض الفائدة قد تدفع العملة الأميركية للتراجع، وهو ما يعزز عملات مثل اليورو والين. أما أسعار النفط، فقد شهدت استقراراً نسبياً لكنها تبقى حساسة لأي تطورات في الملف الروسي الأوكراني، إذ أن أي بوادر تسوية قد تهدئ المخاوف بشأن الإمدادات العالمية.
أرباح بالو ألتو نتووركس تحت المجهر
المستثمرون يترقبون نتائج بالو ألتو نتووركس، والتي قد تكشف عن قوة قطاع الأمن السيبراني في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. الصفقة التاريخية مع “سايبر آرك” عززت موقع الشركة، لكن التحدي يكمن في دمج عمليات بهذا الحجم. نجاح الشركة في تحقيق التوقعات سيشكل دفعة لأسهم التكنولوجيا، بينما أي إخفاق قد يزيد من الضغوط على القطاع.
الأيام القادمة تحمل الكثير من العوامل المؤثرة على الأسواق: من اجتماع ترامب وزيلينسكي وما قد يترتب عليه من تحولات جيوسياسية، إلى خطاب جيروم باول الذي سيحدد مسار السياسة النقدية الأميركية. هذه الملفات المترابطة تجعل المستثمرين أمام أسبوع مليء بالتحديات والفرص، حيث قد نشهد تقلبات حادة في الأسهم، العملات، والسلع على حد سواء.
ما تأثير خطاب جيروم باول على الأسواق؟
أي إشارة من رئيس الفيدرالي الأميركي نحو خفض الفائدة ستدعم الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، بينما ستضغط على الدولار وتزيد من جاذبية الذهب.
هل يمكن أن يسفر اجتماع ترامب وزيلينسكي عن نتائج سريعة؟
النتائج غير مضمونة، لكن مجرد انعقاد الاجتماع قد يرسل رسالة إيجابية للأسواق. ومع ذلك، فإن الضغوط السياسية قد تعرقل التوصل لاتفاق نهائي.
لماذا يظل الذهب خياراً مفضلاً للمستثمرين؟
الذهب يعد ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. توقعات خفض الفائدة وانخفاض الدولار تعزز من جاذبيته كأصل استثماري مستقر نسبياً.






















