إغلاق الحكومة الأميركية يلوح.. والذهب يحلّق فوق 3800$ مع تجاهل الأسهم للمخاطر
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى واشنطن حيث يتصاعد شبح إغلاق الحكومة الأميركية مع نهاية الشهر، بينما تبدو الأسواق العالمية متفائلة نسبيًا؛ إذ واصلت العقود الآجلة للأسهم الأميركية الصعود، في حين قفز الذهب إلى قمة تاريخية جديدة فوق 3800 دولار للأونصة مع تراجع الدولار. وفي الخلفية، يستعد المستثمرون لنهاية الربع الثالث، وماراثون من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب رزنامة بيانات قد تتأثر مباشرة بأي إغلاق حكومي محتمل.
شبح الإغلاق: المخاطر قائمة والبيانات على المحك
يبحث البيت الأبيض وقادة الحزبين عن صيغة تمديد تمويل لتجنّب توقف جزئي لأنشطة الحكومة الاتحادية. أي إغلاق يبدأ منتصف الأسبوع قد يؤدي إلى تأجيل صدور تقرير الوظائف (NFP) المقرر يوم الجمعة، ما يُربك قراءة السوق لتوازن النمو والتضخم، ويزيد اعتماد المتعاملين على مؤشرات بديلة مثل الوظائف الشاغرة (JOLTS) المقرر الثلاثاء.
التعقيد السياسي يظهر في مطالب متعارضة داخل الكونغرس، بينها دعوات لإلغاء تخفيضات على برامج الرعاية الصحية. وبينما يدفع الجمهوريون نحو مشروع تمويل قصير الأجل، يصر الديمقراطيون على إعادة تمويل بنود خُفِّضت سابقًا. هذه التجاذبات تعني أن نافذة التوصل لاتفاق تضيق سريعًا كلما اقتربنا من نهاية الشهر.
الفيدرالي بين وفرة البيانات وفراغها المحتمل
حتى قبل سيناريو التأجيل، حافظت الأسواق على رهانٍ بخفضٍ تراكمي يقارب 40 نقطة أساس حتى نهاية العام، مع احتمال كبير (نحو 90%) لخفض في اجتماع أكتوبر. لكن ارتفاع إنفاق المستهلك الأميركي 0.6% في أغسطس رفع نماذج تتبّع نمو الناتج المحلي لدى “أتلانتا فيد” إلى نحو 3.9% للربع الثالث، وهو ما يُضعف حجة التيسير السريع ويقوّي موقف أعضاء متحفظين داخل الفيدرالي.
اليوم تتكثّف خطابات مسؤولي البنك المركزي الأميركي: كريستوفر والر، جون ويليامز، بيث هاماك، رافائيل بوستيك، وألبرتو موسالِم، إلى جانب فيليب لين من المركزي الأوروبي وديف رامزدن من بنك إنجلترا. في غياب البيانات الرسمية، قد يزيد تأثير الإشارات التوجيهية (Forward Guidance) على تسعير الفائدة، لاسيما مع حساسية السوق لذكر أي “اعتماد على البيانات” في ظل خطر تعطّلها.
الذهب يتألّق والدولار يتراجع.. ملاذٌ كلاسيكي يعود للواجهة
ارتفع الذهب بقوة مسجّلًا قمة تاريخية جديدة أعلى 3800 دولار للأونصة، مستفيدًا من تراجع الدولار وتزايد طلب الملاذات مع اقتراب استحقاقات سياسية واقتصادية في الولايات المتحدة. يتغذّى الاندفاع أيضًا على تحسّن السيولة المالية وتوقّعات خفض الفائدة لاحقًا هذا العام، ما يعيد رسم منحنى العائد الحقيقي لمصلحة الأصول غير المُدِرّة للفائدة.
فنيًا، يحافظ الذهب على اتجاه صاعد مُحكم بدعم من قيعان صاعدة متتالية، فيما تتحول قمم يونيو–أغسطس السابقة إلى مناطق دعم ديناميكي. أي هدوء سياسي مفاجئ قد يطلق جني أرباح، لكن الميل العام يبقى إيجابيًا طالما بقيت العوائد الحقيقية والدولار تحت الضغط.
الأسهم: تفاؤل ربع سنوي.. مع تحفّظ من “عقبة” واشنطن
سجّلت وول ستريت مكاسب يوم الجمعة بعد انسجام بيانات PCE الأساسية مع التوقعات، لكن الأسبوع الماضي انتهى إغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركية على تراجع للمؤشرات الثلاثة الكبرى. مع ذلك، يراهن كثيرون على موسمية ربع رابع داعمة تاريخيًا، إذ يميل S&P 500 للصعود في نسبة كبيرة من أرباع السنة الرابعة.
اليوم، تميل العقود الآجلة للارتفاع قبل الافتتاح، مع أداء أضعف لليابان على وقع صعود الين وسط تكهنات بخطوة رفع فائدة إضافية من بنك اليابان. الين الأقوى يضغط على المصدرين ويعزّز تدفقات الملاذ داخل آسيا، ما يخلق تباينات قطاعية وإقليمية مع انتقال محركات الأداء بين التكنولوجيا والدفاعيات.
رسوم جمركية جديدة.. وقطاعات تربح وأخرى تتألم
أعلن الرئيس الأميركي رسومًا جديدة على الشاحنات الثقيلة، والأدوية ذات العلامات التجارية، والأثاث المنزلي، تدخل حيّز التنفيذ هذا الأسبوع، ما حفّز تحركات حادة في أسهم مرتبطة بهذه السلاسل. قفز سهم Paccar بدعم توقعات الطلب المحلي، كما حظي Eli Lilly بدفعة في ظل إعادة تسعير هوامش الربحية المحتملة. في المقابل، تبقى القطاعات الحسّاسة للتجارة عُرضة لتذبذبات أعلى مع اقتراب انطلاق الربع الرابع.
وتتسرّب إلى السوق أفكار حول قيود إضافية على الأجهزة الإلكترونية الأجنبية وفق عدد الشرائح (الرقائق) المستخدمة، ما يضيف طبقة أخرى من عدم اليقين لسلاسل التوريد العالمية إذا ما تم تبنّيها. أي تصعيد جديد قد يعيد إشعال موجات تحوّط واسعة عبر الأسهم العالمية، ويعزّز دعامة الذهب.
مشهد عالمي متشابك: من البيت الأبيض إلى طوكيو وبروكسل
على جدول البيت الأبيض، يستقبل الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركيةإغلاق الحكومة الأميركية لدفع مقترح تهدئة في غزة، بالتوازي مع مقاربات أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ ملفّات جيوسياسية قد تخلق ضجيجًا إضافيًا في الأسواق عبر قنوات الطاقة والمخاطر الجيوسياسية.
أوروبيًا، حققت مولدوفا فوزًا مهمًا لمعسكرها المؤيد لأوروبا، ما يدعم مسارها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ويُضعف نفوذ موسكو على حدود التكتل. وفي آسيا، تبدأ الصين برنامج تأشيرات جديد لاستقطاب المواهب التقنية، بالتوازي مع تغييرات في سياسة التأشيرات الأميركية قد تعيد تشكيل خريطة هجرة الكفاءات على المدى المتوسط.
استثماريًا، يستمر ضخ الأموال في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية، لكن محللين يحذرون من أنّ ارتفاع العوائد طويلة الأجل قد يُهدد وتيرة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات إذا ظل التمويل مكلفًا، ما قد يُحوّل الزخم نحو الشركات الأقل مديونية والأكثر كفاءة طاقيًا.
أحداث اليوم (بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي – EDT)
- 10:00 صباحًا: مبيعات المنازل المعلّقة لشهر أغسطس.
- 10:30 صباحًا: مسح التصنيع لبنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس.
- خطابات البنوك المركزية: أعضاء من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (والر، ويليامز، هاماك، بوستيك، موسالِم)، كبير اقتصاديي المركزي الأوروبي فيليب لين، ونائب محافظ بنك إنجلترا ديف رامزدن.
- نتائج الشركات: كارنفال (Carnival).
- السياسة البريطانية: خطاب ريتشيل ريفز في مؤتمر حزب العمال.
- زيارة رسمية: رئيس وزراء كندا مارك كارني إلى لندن.
لماذا تتجاهل الأسهم المخاطر بينما يندفع الذهب؟
يبدو التباين منطقيًا من زاوية توزيع المخاطر: الأسهم تسعّر سيناريو “إغلاق قصير” وتأجيل بيانات دون صدمة نمو، بينما الذهب يُسعّر ذيل المخاطر الأثقل: إغلاق ممتد، تصعيد تجاري، أو مفاجآت من الفيدرالي. تراجع الدولار يزيد وقود الصعود للمعادن الثمينة، فيما يراهن مستثمرو الأسهم على دعم موسمي مع بداية الربع الرابع وإمكانية تسلّل “نغمة تيسيرية” في نبرة مسؤولي الفيدرالي إنْ تعطّلت البيانات لفترة.
ما الذي يراقبه المحترفون خلال أيام مفصلية؟
- توقيت الإغلاق ومدته: كلما طال الأمد، زاد تعطيل البيانات وزادت صعوبة التوجيه المستند إلى أرقام.
- حساسية العوائد الحقيقية: أي هبوط إضافي في العوائد يدعم الذهب وقطاعات النمو عالية البيتا.
- قوة الين: أي تلميح لرفع جديد من بنك اليابان قد يضغط على أسهم طوكيو ويزيد التقلب في العملات.
- تطورات الرسوم الجمركية: القيود الجديدة على الإلكترونيات—إذا أُقرت—قد تُعيد رسم سلاسل التوريد.
- لهجة الفيدرالي: هل تميل الخطابات إلى “الصبر” أم “الحذر” في غياب بيانات مفصلية؟
خلاصة “Morning Bid”
المشهد مركّب: ذهب في صعود قياسي، دولار في تراجع، أسهم متفائلة بحذر، وفيدرالي يسير بين مطبات سياسية واقتصادية. نجاح الكونغرس في تمرير تمويل مؤقت سريعًا قد يخفّف التوتر ويعيد التركيز إلى الأرباح والبيانات، أما الإخفاق فسيُبقي التقلب مرتفعًا ويمنح الذهب تفويضًا بمزيد من الزخم. حتى ذلك الحين، يُنصح بإدارة مراكز مرنة، وخفض الرافعة حيث يلزم، ومراقبة الإشارات المبكرة من سوق السندات والعملة.
تنبيه مهني: المحتوى لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل نصيحة استثمارية. يبذل فريق جولد إيجلز أقصى جهد لضمان الدقة، لكنه غير مسؤول عن أي قرارات استثمارية تُتخذ بناءً عليه.






















