أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس تستحوذ على 45% من تيك توك الأميركي
في خطوة تُعيد رسم خريطة التكنولوجيا العالمية، أكدت تقارير صحفية أن شركات أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس ستصبح المستثمرين الرئيسيين في أعمال تيك توك الأميركي، حيث ستسيطر هذه الشركات على نحو 45% من التطبيق الأشهر بين الشباب الأميركي. الصفقة، التي تحظى بدعم مباشر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تمثل علامة فارقة في المواجهة التكنولوجية بين واشنطن وبكين.
صفقة بمثابة إنقاذ لتطبيق تيك توك
بحسب شبكة CNBC، فإن الاتفاق المنتظر يضمن استمرار تشغيل تيك توك الأميركي داخل الولايات المتحدة بعد شهور من الجدل القانوني والسياسي. فمع تزايد المخاوف الأمنية بشأن سيطرة الشركة الصينية الأم “بايت دانس” على بيانات المستخدمين، صعّد البيت الأبيض من ضغوطه لفرض بيع الأصول الأميركية للتطبيق. وهنا جاء دور الشركات الأميركية الكبرى لإنقاذ الموقف وضمان بقاء التطبيق الأكثر استخداماً بين المراهقين والشباب في الولايات المتحدة.
تفاصيل السيطرة الجديدة
الاتفاق يقضي بأن تستحوذ أوراكل على الحصة الأكبر من السيطرة التقنية، خصوصاً فيما يتعلق بإدارة الخوارزمية الشهيرة للتطبيق، والتي تُعد قلبه النابض. بينما تساهم شركتا سيلفر ليك وإم جي إكس في توفير السيولة والدعم الاستثماري. وبذلك، ينتقل القرار إلى مجلس إدارة أميركي يضم ستة مقاعد من أصل سبعة، ما يضمن نفوذاً أميركياً شبه كامل.
ترامب ودوره في الصفقة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعب دوراً محورياً في دفع الصفقة. فقد أعلن مراراً أن التطبيق لا يمكن أن يستمر بالعمل داخل أميركا من دون انتقال السيطرة إلى أيدٍ أميركية. وفي تصريحات سابقة، أشار ترامب إلى أن رجال الأعمال البارزين مثل لاكلان مردوخ ولاري إليسون ومايكل ديل يشاركون في دعم الاتفاق. ويعتبر البيت الأبيض أن هذه الخطوة ستعزز الأمن القومي وتحمي بيانات الأميركيين.
انعكاسات على العلاقات الأميركية – الصينية
هذه الصفقة ليست مجرد استحواذ مالي، بل هي فصل جديد من الصراع بين الولايات المتحدة والصين. فقد أصبح تيك توك الأميركي رمزاً للتنافس التكنولوجي، حيث ترى واشنطن أن التحكم في البيانات والخوارزميات يمثل أداة قوة استراتيجية. بينما تعتبر بكين أن الضغط الأميركي على شركة “بايت دانس” يشكل تدخلاً غير عادل في حرية الأسواق.
رد فعل الصين
من المتوقع أن تثير الصفقة ردود فعل غاضبة من جانب الصين، إذ سبق لوزارة الخارجية الصينية أن وصفت الخطوات الأميركية بأنها “بلطجة تكنولوجية”. ومع ذلك، يبدو أن “بايت دانس” فضّلت قبول الشروط الأميركية من أجل الحفاظ على استمرارية التطبيق وضمان بقائه في السوق الأكبر عالمياً.
لماذا أوراكل؟
اختيار أوراكل لتكون الراعي التقني الرئيس للصفقة لم يكن محض صدفة. الشركة لديها خبرة طويلة في إدارة قواعد البيانات وحلول الأمن السيبراني. هذا يجعلها المرشح الأمثل للإشراف على الخوارزمية وضمان عدم تسرب البيانات. كما أن علاقة رئيس مجلس إدارتها لاري إليسون الوثيقة بالرئيس ترامب لعبت دوراً في ترجيح الكفة لصالح أوراكل مقارنة بمنافسيها مثل مايكروسوفت.
سيلفر ليك وإم جي إكس: دعم استثماري ضخم
إلى جانب أوراكل، تدخل شركتا الاستثمار المباشر سيلفر ليك وإم جي إكس كشريكين ماليين. هاتان الشركتان تمتلكان سجلاً حافلاً في دعم شركات التكنولوجيا الناشئة والكبرى، ما يعزز ثقة السوق بقدرة الكيان الجديد على تحقيق نمو مستدام. وبحسب المصادر، فإن الجمع بين الخبرة التقنية لأوراكل والقدرة التمويلية لسيلفر ليك وإم جي إكس، يمثل ضمانة قوية لنجاح الصفقة.
التأثير على قطاع التكنولوجيا العالمي
الصفقة تضع سابقة خطيرة في العلاقات الدولية الخاصة بالتكنولوجيا. فنجاح الولايات المتحدة في فرض سيطرتها على تطبيق مملوك لشركة صينية، قد يشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة. هذا يثير تساؤلات حول مستقبل العولمة الرقمية، وحول ما إذا كان الإنترنت سيظل فضاءً مفتوحاً أم أنه سيتحول إلى جزر تكنولوجية تهيمن عليها القوى الكبرى.
تأثير الصفقة على مستخدمي تيك توك
بالنسبة للمستخدمين، لن يلحظوا تغييرات فورية في تجربة التطبيق. لكن السيطرة الأميركية على الخوارزمية قد تؤدي مع مرور الوقت إلى تغييرات في طريقة عرض المحتوى، وربما فرض قيود إضافية تتماشى مع القوانين الأميركية. كما أن دخول شركات أميركية في المشهد قد يعزز من مستوى الإعلانات والخدمات المدفوعة داخل التطبيق.
ما نسبة سيطرة الشركات الأميركية على تيك توك الأميركي؟
ستسيطر شركات أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس مجتمعة على نحو 45% من التطبيق داخل الولايات المتحدة.
هل ستبقى بايت دانس مالكة للتطبيق؟
نعم، لكن بحصة أقل لا تتجاوز 20%، مع انتقال السيطرة الفعلية على الخوارزمية ومجلس الإدارة إلى الجانب الأميركي.
ماذا يعني انتقال السيطرة على الخوارزمية؟
يعني أن القرارات المتعلقة بكيفية عمل المحتوى، واقتراح الفيديوهات، ومعالجة بيانات المستخدمين ستكون تحت إشراف أوراكل والفريق الأميركي.
هل هناك اعتراضات على الصفقة؟
الصين تعتبرها تدخلاً غير عادل في حرية الأسواق، بينما يرى البيت الأبيض أنها ضرورية لحماية الأمن القومي الأميركي.
تمثل صفقة استحواذ أوراكل وسيلفر ليك وإم جي إكس على تيك توك الأميركي حدثاً تاريخياً في عالم التكنولوجيا والسياسة معاً. فهي من جهة تضمن استمرار التطبيق الذي يعتمد عليه ملايين المستخدمين الأميركيين، ومن جهة أخرى تكشف عن عمق الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين. ومع استمرار هذا التنافس، يبدو أن مستقبل الإنترنت العالمي سيشهد المزيد من الانقسامات والتحولات الاستراتيجية.
تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، ولا تتحمل “جولد إيجلز” أي مسؤولية عن أي قرارات مالية أو استثمارية يتم اتخاذها بناءً على محتواه.






















