أسهم BYD اليوم تتراجع بعد تقارير عن تباطؤ الإنتاج وخفض ساعات العمل وسط تحديات سوق السيارات الكهربائية في الصين
سجلت أسهم BYD اليوم تراجعًا ملحوظًا في تعاملات بورصة هونغ كونغ، متأثرة بتقارير إعلامية كشفت عن تباطؤ واضح في الإنتاج داخل مصانع الشركة في الصين، وهو ما أثار موجة من القلق في أوساط المستثمرين حول مستقبل الشركة واستمرارية زخمها في سوق السيارات الكهربائية الصيني الذي يشهد تنافسًا شرسًا للغاية.
وتشير هذه التقارير إلى أن الشركة الصينية العملاقة قامت بإجراءات داخلية غير مسبوقة تمثلت في إلغاء الورديات الليلية، وتقليص الإنتاج في عدد من مصانعها الرئيسية، بالإضافة إلى تأجيل خطط توسعية كانت تعوّل عليها لدعم طموحاتها في الهيمنة على السوق العالمي للسيارات الكهربائية.
ترامب والفيدرالي هل حان وقت الازمة
تراجع فوري في أسهم BYD وسط مخاوف المستثمرين
بحسب بيانات التداول الصباحية، انخفضت أسهم شركة BYD المدرجة في هونغ كونغ بأكثر من 2% فور صدور تقرير لوكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر داخلية، يفيد بأن الشركة قررت خفض وتيرة الإنتاج في أربعة مصانع رئيسية، وذلك بهدف التعامل مع ارتفاع غير مسبوق في مستويات المخزون.
يأتي هذا التراجع بعد سلسلة من الخسائر التي مُني بها السهم في الأسابيع الماضية، خاصة بعد حملة تخفيضات كبيرة في الأسعار نفذتها BYD لمواجهة المنافسة، والتي أثارت بدورها مخاوف بشأن تآكل الهوامش الربحية.
تأجيل التوسعات… خطوة دفاعية أم مراجعة استراتيجية؟
واحدة من أهم النقاط التي سلط عليها التقرير الضوء هي تأجيل BYD إضافة خطوط إنتاج جديدة، وتأخير مشاريع توسعية كانت مخططة للنصف الثاني من هذا العام. وهو ما يُفهم على أنه تحول من استراتيجية النمو السريع إلى التركيز على التوازن بين العرض والطلب وتقليص التكاليف التشغيلية.
وبحسب مصادر رويترز، فإن الشركة قامت بتقليص الإنتاج بما لا يقل عن الثلث في بعض مصانعها، وهو قرار غير معتاد لشركة كانت حتى وقت قريب تعلن عن خطط طموحة لتوسيع طاقتها الإنتاجية إلى أكثر من 5.5 مليون مركبة سنويًا.
ارتفاع المخزون يضغط على هوامش الربحية
تعاني BYD حاليًا من مشكلة متصاعدة في ارتفاع مخزون السيارات لدى الوكلاء والموزعين، وهو ما دفع الشركة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية عاجلة لتفادي حدوث أزمة سيولة أو هبوط إضافي في الأسعار.
وكانت الشركة قد تفوقت على “تسلا” في عام 2024 من حيث عدد المركبات المباعة، حيث بلغت مبيعاتها 4.27 مليون وحدة، إلا أن هذه الريادة بدأت تواجه تحديات صعبة في 2025 مع تراكم المخزون وتباطؤ الطلب في السوق المحلي الصيني نتيجة لعدة عوامل منها:
- ضعف ثقة المستهلك بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.
- اشتداد المنافسة من شركات ناشئة محلية ودولية.
- حساسية الأسعار في السوق الصينية التي أصبحت تشكل معركة خفض الأسعار عاملًا حاسمًا.
قراءة أوسع: التحديات الهيكلية لسوق السيارات الكهربائية في الصين
يشهد سوق السيارات الكهربائية في الصين تحولًا كبيرًا، فبعد سنوات من النمو السريع المدعوم بالدعم الحكومي الواسع، بدأت علامات التشبع تظهر في بعض الفئات، خاصة في الأسواق الحضرية الكبرى. كما أن الدعم الحكومي بدأ يتراجع تدريجيًا، ما يضع ضغوطًا إضافية على الشركات مثل BYD.
ومن جهة أخرى، فإن المنافسة من شركات مثل NIO وXPeng، بالإضافة إلى توسع شركات أجنبية مثل تسلا وBMW، يزيد من حدة التحديات أمام BYD التي أصبحت مضطرة للتوفيق بين التوسع والحفاظ على الربحية.
هل ستعيد BYD ترتيب أوراقها؟
التقارير الأخيرة تشير إلى أن الشركة قد تكون بصدد مراجعة شاملة لاستراتيجيتها الإنتاجية والتسويقية، وهو أمر منطقي في ظل التغيرات الحادة في سلوك المستهلك، والتقلّبات في تكاليف المواد الخام، وضغوط الأسعار.
ومن المتوقع أن تقوم الشركة بطرح نماذج جديدة أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة والتكلفة، مع تركيز أكبر على الأسواق الخارجية مثل أوروبا وجنوب شرق آسيا، حيث لا تزال المنافسة أقل حدة نسبيًا.
آراء المحللين: السهم تحت المراقبة ولكن لا يزال هناك أمل
يرى العديد من المحللين أن أسهم BYD اليوم تمر بمرحلة تصحيح طبيعية بعد طفرة نمو طويلة، ولكنهم يؤكدون أن الشركة لا تزال تمتلك مزايا تنافسية قوية، أبرزها:
- التكامل الرأسي الكامل في سلسلة التوريد.
- امتلاكها لتقنيات بطاريات متقدمة.
- شبكة توزيع واسعة داخل الصين.
ومع ذلك، يشيرون إلى أن الحفاظ على زخم النمو سيتطلب إدارة ذكية للمخزون، وخطة واضحة لإعادة بناء ثقة السوق.






















