أسعار النفط تنخفض مع فائض المعروض وتراجع الطلب الأميركي
تراجع أسعار النفط عند التسوية
شهدت أسعار النفط العالمية هبوطاً واضحاً خلال جلسة الخميس 11 سبتمبر/أيلول، إذ تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.66% إلى 66.37 دولار للبرميل، بينما هبط الخام الأميركي بنسبة 2.04% إلى 62.37 دولار. هذا التراجع جاء نتيجة مزيج من العوامل الاقتصادية والفنية، في مقدمتها ضعف الطلب الأميركي وزيادة وفرة المعروض العالمي.
العوامل المؤثرة على أداء السوق
أوضح المحلل لدى بنك “كومرتس”، كارستن فريتش، أن السوق يتماشى مع توقعات وكالة الطاقة الدولية التي حذرت من فائض كبير في المعروض النفطي خلال العام المقبل. وبحسب قوله، فإن الأسعار الحالية تعكس القلق المتزايد من فقدان التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمية.
تقرير وكالة الطاقة الدولية أشار إلى أن زيادة إنتاج أوبك+ من النفط تمثل عاملاً رئيسياً في هذا الفائض المتوقع، وهو ما قد يضغط على أسعار النفط في المدى المتوسط، خاصة إذا تزامن ذلك مع تباطؤ اقتصادي في الولايات المتحدة أو الصين.
توقعات وكالة الطاقة الدولية
أفادت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري الصادر الخميس، بأن المعروض العالمي من النفط سيزيد بوتيرة أسرع من المتوقع، نتيجة رفع الإنتاج من قبل دول أوبك+ وبعض المنتجين من خارج المنظمة. وأضاف التقرير أن الطلب العالمي على النفط ما زال مستقراً لكنه لا يظهر إشارات على نمو قوي يمكن أن يعوض زيادة المعروض.
هذه التقديرات تأتي في وقت حساس، إذ يسعى المستثمرون لتقييم اتجاهات السوق في ظل التوترات الجيوسياسية من جهة، والتحولات الاقتصادية العالمية من جهة أخرى.
تقرير أوبك الشهري
في المقابل، حافظت منظمة أوبك على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عند 1.3 مليون برميل يومياً خلال 2025، مع رفعها إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2026. أما بالنسبة للإمدادات من خارج المنظمة، فقد أبقت التقديرات عند 0.8 مليون برميل يومياً في 2025 و0.6 مليون برميل يومياً في 2026.
هذا التباين بين تقديرات الوكالتين يعكس اختلاف وجهات النظر بشأن توازن السوق، حيث ترى أوبك أن الطلب مستقر بما يكفي لدعم الأسعار، بينما تحذر وكالة الطاقة الدولية من خطر فائض المعروض.
زيادة صادرات النفط السعودي إلى الصين
وفقاً لمصادر تجارية نقلتها وكالة رويترز، من المتوقع أن ترتفع صادرات السعودية من النفط الخام إلى الصين في أكتوبر المقبل لتصل إلى 1.65 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ 1.43 مليون برميل يومياً في سبتمبر. هذه الزيادة تبرز رغبة الرياض في تعزيز حصتها السوقية في آسيا، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الزيادة قد تساهم في تعزيز وفرة المعروض العالمي، مما يشكل عاملاً إضافياً يضغط على أسعار النفط.
تقرير المخزونات الأميركية
من جانب آخر، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 3.9 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الخامس من سبتمبر، وهو ما جاء مخالفاً لتوقعات السوق التي رجحت انخفاضها بمقدار مليون برميل. هذه الزيادة عززت المخاوف من ضعف الطلب المحلي على الخام، خاصة مع تراجع معدلات تشغيل المصافي.
الأبعاد الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط
لم تكن التوترات الجيوسياسية قادرة على وقف هبوط أسعار النفط هذه المرة. فعلى الرغم من التصعيد في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإسرائيلي على قيادات حركة حماس في قطر، والاستنفار العسكري في بولندا وحلف الناتو ضد الطائرات الروسية المسيرة، إلا أن تأثير هذه الأحداث على الأسعار كان محدوداً ومؤقتاً.
هذا يعكس أن المتعاملين في الأسواق يركزون حالياً على أساسيات العرض والطلب أكثر من العوامل السياسية، وهو ما قد يغير اتجاه السوق فقط إذا حدثت تطورات عسكرية واسعة النطاق تمس مباشرة طرق إمداد الطاقة.
توقعات المدى القريب لأسعار النفط
يرى محللون أن السوق قد يظل تحت الضغط خلال الأسابيع المقبلة في ظل استمرار المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي والصيني، وزيادة الإنتاج من قبل أوبك+. كما أن ارتفاع المخزونات الأميركية سيبقى عاملاً ضاغطاً على الأسعار.
في المقابل، قد تؤدي أي مفاجآت جيوسياسية أو اضطرابات في الإمدادات إلى رفع الأسعار مجدداً. لكن الاتجاه العام يبدو مائلاً نحو التراجع طالما بقي فائض المعروض قائماً.
تراجع أسعار النفط في جلسة الخميس يعكس بوضوح التحديات التي تواجه السوق العالمية. وبينما تسعى أوبك+ لتحقيق التوازن، تظل مخاوف فائض المعروض وتراجع الطلب الأميركي هي المحرك الأساسي للأسعار. في ظل هذا المشهد، يترقب المستثمرون التقارير القادمة من الوكالات الدولية لمعرفة الاتجاهات المستقبلية.
إخلاء مسؤولية: المحتوى مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يشكل توصية استثمارية. موقع جولد إيجلز غير مسؤول عن أي قرارات استثمارية مبنية على هذا المقال.






















