أسعار الذهب في السعودية تهبط تحت ضغط الأسواق العالمية… وعيار 18 يلامس 300.75 ريال
شهدت أسعار الذهب في السعودية انخفاضًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، في ظل ضغوط اقتصادية عالمية أثّرت بشكل مباشر على أسعار المعادن النفيسة، وعلى رأسها الذهب. وسجل سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 300.75 ريال، وهو من أدنى المستويات التي تم رصدها هذا الشهر، ما يثير التساؤلات حول مستقبل أسعار الذهب في السعودية خلال الفترة المقبلة. هذا التراجع يأتي بالتزامن مع تقلبات الأسواق العالمية الناجمة عن تحركات الدولار الأميركي وتذبذب أسعار الفائدة، إضافة إلى حالة من الحذر تسود الأسواق نتيجة تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول، الذي أكد التزام البنك المركزي بمراقبة التضخم قبل اتخاذ أي خطوات لتيسير السياسة النقدية. هذه العوامل مجتمعة شكلت ضغوطًا متزايدة على سعر الذهب، وأدت إلى تراجع ثقة المستثمرين مؤقتًا في قدرة المعدن الأصفر على الحفاظ على مستوياته المرتفعة. ويُنظر إلى هذا التراجع باعتباره جزءًا من تصحيح سعري متوقع، خاصةً في ظل موجات البيع الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية للذهب في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، سجل سعر الذهب عيار 24 في السوق السعودي مستويات تتراوح بين 401 و401.75 ريال للغرام، فيما تحرك سعر جرام الذهب عيار 21 بين 350 و351 ريال، وهو ما يعكس حالة الاستقرار النسبي في السوق المحلية رغم الضغوط الدولية. ويرى عدد من المحللين أن أسعار الذهب في السعودية لا تزال تتسم بالمرونة مقارنة بالأسواق المجاورة، حيث يُعزى ذلك إلى استقرار الاقتصاد السعودي، وتماسك الطلب المحلي على الذهب كخيار استثماري وشكل من أشكال الادخار طويل الأمد. كما ساهمت عوامل داخلية مثل قوة الريال السعودي وربط العملة بالدولار في تخفيف تأثير تذبذب الأسعار العالمية، مما قلّل من حدّة التقلبات التي قد يشعر بها المستهلك في المملكة. ويُذكر أن السوق السعودية تعتمد بشكل كبير على حركة الأسواق العالمية، خصوصًا أن سعر الذهب محليًا يتأثر بشكل مباشر بسعر الأونصة العالمية وسعر صرف الدولار الأميركي، ما يجعل من أي تغيير في المعطيات الدولية مؤثرًا رئيسيًا على أسعار الذهب في السعودية.
من ناحية أخرى، يتوقع خبراء الاقتصاد أن تبدأ أسعار الذهب في السعودية موجة من التعافي التدريجي خلال الربع الثالث من عام 2025، خاصة إذا ما قرر الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة كما تشير بعض التوقعات. ويُعد هذا السيناريو محفّزًا محتملًا للطلب على الذهب، إذ يؤدي خفض الفائدة عادة إلى تراجع عوائد السندات وارتفاع الإقبال على الأصول الآمنة مثل الذهب. ومن شأن ذلك أن يدفع بأسعار الذهب في السعودية للارتفاع مجددًا، خصوصًا في ظل الطلب الموسمي المتوقع مع اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى، حيث تزداد مشتريات الذهب بشكل ملحوظ داخل المملكة. في المقابل، يشير بعض المحللين إلى أن استمرار حالة الغموض الجيوسياسي في الشرق الأوسط، والتوترات الاقتصادية بين القوى الكبرى، قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسعار الذهب عالميًا، وبالتالي تأثير غير مباشر على السوق السعودي. ولهذا السبب، يُنصح المستثمرون والمستهلكون على حد سواء بمتابعة تطورات السوق عن كثب، واستشارة الخبراء قبل اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، خاصةً في ظل حساسية السوق تجاه الأخبار العالمية والمؤشرات الاقتصادية.






















