أسعار الذهب تقفز لأعلى مستوى في أسبوعين مع تصاعد صدام ترامب والاحتياطي الفيدرالي بعد إقالة كوك
أسعار الذهب ترتفع بقوة لأعلى مستوى في أسبوعين بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة ليزا كوك من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي أشعل المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية الأميركية.
الذهب يتلقى دفعة قوية من التوتر السياسي
ارتفعت أسعار الذهب في تداولات الثلاثاء بالأسواق الآسيوية، مدعومة بموجة شراء قوية للملاذات الآمنة بعد تفجر أزمة جديدة بين ترامب والاحتياطي الفيدرالي.
قفز سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% مسجلًا 3,375.29 دولار للأونصة، فيما صعدت العقود الآجلة لشهر أكتوبر 0.2% لتتداول عند 3,423.95 دولار للأونصة، مع تسجيل الأسعار مستوى ذروة جديد في أسبوعين عند 3,386.49 دولار.
ترامب يعلن إقالة ليزا كوك
أعلن ترامب في خطاب رسمي عزمه إقالة ليزا كوك، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، بدعوى وجود “شبهات احتيال عقاري”. لكن كوك ردت مؤكدة أن ترامب “لا يمتلك الصلاحية” لإقالتها وأنها ستستمر في منصبها.
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من محاولات ترامب لفرض نفوذه داخل المجلس، حيث يضم حاليًا مرشحين من اختياره هما كريستوفر والر وميشيل بومان، وكلاهما صوّت بالفعل لصالح خفض الفائدة في يوليو الماضي.
تهديد باستقلالية الفيدرالي
لوّح ترامب سابقًا بإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، لرفضه مطالب البيت الأبيض بخفض الفائدة بشكل عاجل. ورغم أن باول أشار لاحتمال خفض الفائدة في سبتمبر، فإنه لم يلتزم بمسار تيسيري طويل الأمد، ما أثار غضب ترامب.
هذا التوتر المتصاعد أثار قلق الأسواق بشأن استقلالية الفيدرالي، وهو ما اعتبره المستثمرون تهديدًا مباشرًا لمصداقية الاقتصاد الأميركي، مما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
المعادن الثمينة تستفيد من ضعف الدولار
تراجع مؤشر الدولار مؤقتًا دون 98 نقطة بعد خطوة ترامب، مما زاد من جاذبية المعادن الثمينة:
- ارتفعت الفضة 0.7% إلى 38.85 دولار للأونصة.
- صعد البلاتين 0.1% ليسجل 1,346.40 دولار.
الفضة والبلاتين سجلا أداءً أفضل من الذهب خلال الأشهر الماضية بعد سنوات من التراجع، ما دفع المستثمرين إلى اقتناص فرص الشراء فيهما.
النحاس والمعادن الصناعية
أما المعادن الصناعية، فقد استفادت من توقعات خفض الفائدة الأميركية:
- ارتفعت عقود النحاس في بورصة لندن 0.7% إلى 9,848.85 دولار للطن.
- صعدت عقود النحاس في كومكس 0.4% إلى 4.55 دولار للرطل.
هذه المكاسب تعكس آمال الأسواق بتحسن النشاط الصناعي العالمي مع سياسات نقدية أكثر مرونة.
انعكاسات الأزمة على الأسواق العالمية
إقالة كوك لم تؤثر فقط على سوق الذهب، بل امتدت تداعياتها إلى الأصول الأخرى. فقد شهدت سندات الخزانة الأميركية عمليات شراء ملحوظة، ما أدى إلى تراجع العوائد قصيرة الأجل. كما هبطت مؤشرات الأسهم الأميركية في التعاملات الآجلة، وسط خشية من تصاعد الصراع بين البيت الأبيض والفيدرالي.
في أسواق العملات، تعرض الدولار لضغوط قوية أمام الين الياباني والفرنك السويسري، في حين ارتفع اليورو بشكل طفيف، وهو ما يعكس انتقال المستثمرين إلى العملات الدفاعية التقليدية.
لماذا الذهب هو المستفيد الأكبر؟
لطالما اعتُبر الذهب المخزن الآمن للقيمة خلال الأزمات السياسية والاقتصادية. ومع تزايد احتمالات التدخل السياسي في عمل الفيدرالي، يعزز المستثمرون مراكزهم في الذهب لتفادي أي تقلبات محتملة في الأصول الأخرى.
المحللون يؤكدون أن فقدان الفيدرالي لاستقلاليته قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية مستقبلية، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية كأداة تحوط ضد تآكل القوة الشرائية.
خلفية تاريخية عن استقلالية البنوك المركزية
منذ عقود، شكّل مبدأ استقلالية البنوك المركزية قاعدة أساسية لضمان استقرار السياسات النقدية بعيدًا عن الضغوط السياسية. في الولايات المتحدة، تُعتبر محاولات التدخل الرئاسي في سياسات الفيدرالي أمرًا نادرًا، ما يجعل خطوة ترامب الحالية مثيرة للجدل داخليًا ودوليًا.
في تجارب سابقة، تسببت تدخلات سياسية في بعض الدول الناشئة بفقدان الثقة في عملاتها وأسواقها، وهو ما تخشاه الأسواق الأميركية اليوم إذا تواصل الضغط على الفيدرالي.
أزمة ترامب مع الفيدرالي وقراره المفاجئ بإقالة كوك أشعلت من جديد الجدل حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية. وبينما يترقب المستثمرون قرار الفائدة في سبتمبر، يبقى الذهب الرابح الأكبر من أي اضطراب سياسي أو اقتصادي قادم، خصوصًا في ظل تنامي المخاوف بشأن الاستقرار المؤسسي في الولايات المتحدة.
هل يملك ترامب سلطة قانونية لإقالة أعضاء الفيدرالي؟
قانونيًا، يتمتع أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي باستقلالية قوية، ولا يمكن إقالتهم إلا بشروط صارمة، ما يجعل قرار ترامب مثار جدل قانوني ودستوري.
لماذا ارتفع الذهب رغم قوة الدولار؟
الطلب على الذهب كملاذ آمن تفوق على تحركات الدولار القصيرة الأجل، خصوصًا مع تصاعد المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي.
ما تأثير الأزمة على قرار الفائدة في سبتمبر؟
الأسواق ترفع رهاناتها على خفض الفائدة، لكن الانقسام داخل الفيدرالي وضغوط البيت الأبيض يزيدان من حالة عدم اليقين.
تنويه جولد إيجلز: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، ولا يمثل توصية استثمارية أو دعوة للبيع أو الشراء.

























