أسعار الذهب تقفز عالميًا وسط مخاوف من الرسوم الأميركية وتأثيرها على الأسواق العربية
القاهرة – غرفة الأخبار: شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة خلال تعاملات اليوم، بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على واردات سبائك الذهب بوزن كيلوجرام و100 أونصة. القرار، الذي أكدته إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية، أثار قلق المستثمرين في الأسواق العالمية والعربية، وسط توقعات بمزيد من التقلبات في تجارة المعادن الثمينة.
الرسوم الأميركية تشعل المخاوف
القرار الأميركي المؤرخ في 31 يوليو نص على إخضاع السبائك لمستويات جديدة من الرسوم، تصل في حالة الواردات من سويسرا – أكبر مراكز تكرير الذهب عالميًا – إلى نحو 39%. هذه الرسوم تعني ارتفاع تكاليف التسليم بشكل كبير، ما قد يدفع بعض المتعاملين للبحث عن بدائل في مراكز أخرى مثل لندن أو الاعتماد على الإنتاج المحلي.
بنك “يو بي إس” أوضح أن هذه الخطوة تذكر بأجواء الربع الأول من العام الجاري، حين سادت مخاوف مشابهة في السوق، لكن هذه المرة الموقف أوضح، إذ لا توجد استثناءات للذهب أو المعادن الثمينة.
تأثيرات مباشرة على عقود الذهب الآجلة
في بورصة “كومكس”، يعتمد المستثمرون على إمكانية استيراد الذهب للمخازن الأميركية لتسوية العقود فعليًا. الرسوم الجديدة تجعل هذه العملية أكثر تكلفة، ما قد يؤدي إلى تغييرات في استراتيجيات التداول، وربما تعديل معايير التسليم المعتمدة دوليًا.
كما أن ارتفاع أسعار الذهب في السوق الفورية قد يدفع بعض المستثمرين لإغلاق مراكزهم التحوطية، ما يزيد من حدة التقلبات السعرية.
أسعار الذهب اليوم في الأسواق العربية
القرار الأميركي لم ينعكس فقط على الأسواق العالمية، بل امتدت آثاره إلى الأسواق العربية، حيث سجلت أسعار الذهب في مصر والخليج زيادات ملحوظة خلال ساعات قليلة. في مصر، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا – متأثرًا بارتفاع السعر العالمي وصعود الدولار. وفي أسواق الخليج، شهدت أسعار الأونصة ارتفاعًا موازياً لتغيرات السوق الدولية.
هذه التحركات قد تدفع المستهلكين في المنطقة إلى الإسراع بشراء الذهب تحسبًا لمزيد من الارتفاعات، فيما يتريث آخرون بانتظار استقرار السوق.
خيارات بديلة للمستثمرين
يرى خبراء أن المستثمرين قد يتجهون نحو تنويع محافظهم الاستثمارية، بالجمع بين الذهب وأصول أخرى مثل الفضة أو السندات، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الحالية. كما قد يشهد السوق زيادة في الطلب على الذهب المعاد تدويره أو المستورد من دول معفاة من الرسوم الأميركية.
توقعات أسعار الذهب في الفترة المقبلة
يرجح محللون أن تبقى أسعار الذهب تحت ضغط عوامل متعددة، من بينها السياسة النقدية الأميركية، وتحركات الدولار، وأسعار الطاقة. في حال استمرت الولايات المتحدة في فرض الرسوم الجمركية على السبائك، قد يشهد السوق موجة جديدة من إعادة توزيع الإمدادات عالميًا، ما قد يدفع الأسعار لمستويات قياسية. في المقابل، أي تراجع في الطلب الصناعي أو تباطؤ اقتصادي عالمي قد يحد من وتيرة الارتفاع. المتعاملون في الأسواق العربية والعالمية يراقبون عن كثب التطورات، خاصة مع ترقب بيانات اقتصادية مهمة خلال الأسابيع المقبلة، والتي قد تحدد الاتجاه القادم للذهب وبقية المعادن الثمينة.
هل يمكن أن تتراجع أسعار الذهب قريبًا؟
رغم الصعود الحالي، فإن أي انخفاض في الطلب العالمي أو تراجع أسعار الطاقة قد يخفف الضغوط على الأسعار. لكن محللين يحذرون من أن استمرار الرسوم الأميركية سيبقي الأسعار مرتفعة نسبيًا على المدى القصير.
كيف تؤثر الرسوم الأميركية على تجارة الذهب عالميًا؟
الرسوم تزيد تكاليف الاستيراد والتسليم، ما قد يغير مسارات الإمداد التقليدية ويخلق فرصًا لمراكز تداول جديدة خارج الولايات المتحدة.
ما النصائح للمستثمرين الآن؟
المتابعة الدقيقة لتحركات الأسعار، وتجنب اتخاذ قرارات سريعة بناءً على التقلبات اللحظية، مع استشارة الخبراء قبل الدخول أو الخروج من السوق.
انعكاسات محتملة على المعادن الأخرى
تحذر تقارير من أن الفضة والبلاتين قد يشهدان تقلبات مشابهة إذا امتدت السياسات الحمائية الأميركية إلى معادن أخرى. هذا قد يغير خريطة تجارة المعادن الثمينة عالميًا، ويفتح المجال أمام مراكز تداول جديدة في آسيا والشرق الأوسط.
خاتمة
تطورات أسعار الذهب في ظل الرسوم الأميركية تمثل نقطة تحول في أسواق المعادن الثمينة، وتدفع المستثمرين لإعادة النظر في استراتيجياتهم. ومع استمرار حالة عدم اليقين، تبقى السوق عرضة لموجات من الصعود والهبوط، رهن المستجدات الاقتصادية والسياسية.
تنويه: شركة جولد إيجلز لا تتحمل أي مسؤولية عن القرارات المالية التي قد تُتخذ بناءً على هذا الخبر.






















