أسعار الذهب تسجل مستوى قياسي قرب 3800 دولار للأونصة بدعم من مخاطر الإغلاق الحكومي وتوقعات خفض الفائدة
جولد إيجلز – أخبار عاجلة: قفزت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين 29 سبتمبر/أيلول 2025 إلى مستوى قياسي جديد، لتلامس حدود 3800 دولار للأونصة، مع تزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط تصاعد المخاوف من احتمال إغلاق الحكومة الأميركية وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
الذهب يلامس ذروة تاريخية
سجلت العقود الفورية للذهب قفزة قوية لتبلغ 3,799.41 دولار للأونصة، في حين ارتفعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر لتسجل مستوى 3,828.40 دولار للأونصة. هذا الارتفاع القياسي يأتي امتداداً للمكاسب المتواصلة التي تحققها أسعار الذهب منذ بداية العام، مدفوعةً بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة.
مخاطر الإغلاق الحكومي الأميركي
تتزايد المخاوف في الأسواق العالمية مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل المؤسسات الفيدرالية الأميركية، والمحدد منتصف ليل 30 سبتمبر. وفي ظل استمرار الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يواجه الاقتصاد الأميركي احتمال الدخول في حالة شلل إداري، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن.
السيناريو الأسوأ قد يؤدي إلى تعطيل نشر بيانات اقتصادية محورية، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، بالإضافة إلى إضعاف ثقة المستهلكين والمستثمرين. ويذكر أن أطول فترة إغلاق حكومي حدثت بين 2018 و2019 واستمرت 35 يوماً، وتسببت وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس بخسائر تجاوزت 11 مليار دولار من الناتج المحلي.
توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي
إلى جانب مخاوف الإغلاق، عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من مكاسب الذهب. فقد جاءت بيانات التضخم الأميركية الأخيرة ضمن التوقعات، ما شجع الأسواق على المراهنة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو تسريع وتيرة التيسير النقدي قبل نهاية العام.
عادةً ما تدعم أسعار الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب، لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعوائد مثل المعدن النفيس. ومع ارتفاع الرهانات على خفض الفائدة، يتزايد الإقبال على الذهب كأداة للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين.
المعادن الثمينة الأخرى تلحق بالذهب
لم يكن الذهب وحده المستفيد من الأوضاع الراهنة، إذ سجلت أسعار الفضة قفزة بأكثر من 2% لتبلغ أعلى مستوى في 14 عاماً عند 47.03 دولار للأونصة. كما ارتفعت أسعار البلاتين بأكثر من 3% مسجلةً أعلى مستوى منذ أكثر من 12 عاماً عند 1,619 دولاراً للأونصة. هذا الأداء يعكس تحسن معنويات المستثمرين تجاه قطاع المعادن الثمينة بشكل عام.
الدولار الأميركي تحت الضغط
تراجع مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات الرئيسية، ما زاد من جاذبية الذهب للمستثمرين الأجانب. ضعف العملة الخضراء عادةً ما يدعم أسعار الذهب، لأنه يجعل المعدن أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي يزيد الطلب العالمي.
انعكاسات محتملة على الأسواق العالمية
ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية يعكس حالة القلق في الأسواق المالية العالمية. فقد يلجأ المستثمرون إلى تقليص تعرضهم للأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، والتحول نحو أدوات أكثر أماناً. هذا بدوره قد يضغط على المؤشرات الأميركية والعالمية في المدى القصير.
التداعيات على البنوك المركزية
من المتوقع أن يدفع الأداء القوي للذهب البنوك المركزية إلى زيادة حيازاتها من المعدن النفيس كجزء من استراتيجيات التحوط وتنويع الاحتياطيات. وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن البنوك المركزية واصلت شراء الذهب بوتيرة قوية خلال الأشهر الماضية، ما يعزز الاتجاه الصعودي طويل الأمد.
الذهب والتحوط ضد التضخم
يستمر الذهب في لعب دوره التاريخي كأداة للتحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي. ومع ارتفاع تكاليف المعيشة في العديد من الاقتصادات الكبرى وتراجع الثقة بالعملات الورقية، يزداد اعتماد المستثمرين على الذهب كخيار استراتيجي لحماية الثروة.
رؤية مستقبلية
يرى محللون أن اختراق الذهب حاجز 3800 دولار للأونصة قد يمهد الطريق لمستويات أعلى إذا ما استمرت التوترات السياسية والضبابية الاقتصادية. وتوقع بعض بنوك الاستثمار العالمية أن يصل السعر إلى 4000 دولار في حال تصاعدت أزمات الإغلاق الحكومي أو تم تسريع وتيرة خفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي.
خاتمة
في ظل هذه التطورات، يظل الذهب في صدارة الاهتمام العالمي كأهم ملاذ آمن، بينما تترقب الأسواق ما ستؤول إليه المفاوضات السياسية في واشنطن وقرارات السياسة النقدية المقبلة. ومع استمرار حالة الضبابية، يبدو أن أسعار الذهب مرشحة للبقاء عند مستويات مرتفعة، وربما تسجيل قمم تاريخية جديدة خلال الأشهر المقبلة.
ما السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي؟
الارتفاع مدفوع بمزيج من مخاوف الإغلاق الحكومي الأميركي وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى ضعف الدولار.
هل يمكن أن يستمر صعود الذهب إلى ما فوق 3800 دولار؟
نعم، إذا استمرت المخاوف الاقتصادية والسياسية، خصوصاً في حال استمرار أزمة تمويل الحكومة الأميركية وتسارع وتيرة خفض الفائدة، قد يتجه الذهب نحو 4000 دولار للأونصة.
كيف يؤثر ارتفاع أسعار الذهب على المعادن الأخرى؟
عادةً ما يرافق ارتفاع الذهب موجة صعود في الفضة والبلاتين والبلاديوم، إذ يزداد الطلب الاستثماري على قطاع المعادن الثمينة ككل.
هل يُنصح بشراء الذهب حالياً؟
رغم جاذبية الذهب كملاذ آمن، إلا أن قرارات الاستثمار تعتمد على الوضع المالي للمستثمر وأهدافه. موقع جولد إيجلز لا يتحمل أي مسؤولية عن قرارات استثمارية فردية.






















