أسعار الذهب ترتفع مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط موجة حذر في الأسواق العالمية
ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى الأصول الآمنة في ظل تصاعد المخاوف بشأن مبالغات التقييم في أسواق الأسهم العالمية، بينما يترقب المتعاملون بيانات الوظائف الأميركية للحصول على مؤشرات جديدة حول اتجاه أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
الذهب ينتعش مدفوعًا بموجة حذر عالمية
شهدت الأسواق المالية موجة بيع حادة في الأسهم خلال جلسات الثلاثاء والأربعاء، بعد تصريحات حذرة من رؤساء بنوك استثمارية كبرى في وول ستريت، حذروا فيها من احتمال حدوث تصحيح قوي في السوق نتيجة ما وصفوه بـ”الفقاعة التقنية” الناتجة عن الارتفاعات المفرطة في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، استعاد الذهب بريقه كملاذ آمن، إذ ارتفع السعر الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى نحو 3976.75 دولاراً للأونصة، بينما زادت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1% لتسجل نحو 3969.33 دولاراً للأونصة في تعاملات صباح الأربعاء.
مخاوف فقاعة الأسهم تدعم الإقبال على الذهب
جاء انتعاش الذهب مدفوعًا بتصريحات قادة مصرفيين من أمثال مورغان ستانلي وغولدمان ساكس، والذين أشاروا إلى أن الأسواق الأميركية تشهد حالة من التقييمات المبالغ فيها، ما أثار قلق المستثمرين ودفعهم إلى التحوط عبر الذهب والمعادن الثمينة.
وقد تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية والآسيوية بشكل متزامن، في حين ارتفع الطلب على الأصول الدفاعية، بما في ذلك الذهب والسندات الحكومية الأميركية. ويُعد هذا التحول نحو الأمان إشارة إلى عودة “مزاج الخوف” الذي عادة ما يُعزز الطلب على المعدن الأصفر في فترات عدم اليقين المالي.
تراجع رهانات خفض الفائدة يحد من مكاسب الذهب
رغم الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب اليوم، إلا أن المكاسب ما زالت محدودة بفعل استمرار الضغوط الناتجة عن تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، الذي ألمح إلى أن دورة التيسير النقدي قد تتوقف مؤقتًا إذا ما واصل الاقتصاد الأميركي إظهار صمود أمام ضغوط الأسعار.
وكان الذهب قد خسر نحو 2% في الجلسة السابقة، مسجلًا أدنى مستوياته في أسبوع، بعد أن خفّض المستثمرون توقعاتهم لاحتمال خفض الفائدة في ديسمبر. كما ساهم ارتفاع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر في كبح ارتفاع الذهب، إذ يجعل ارتفاع العملة الأميركية المعدن النفيس أقل جاذبية للمستثمرين حاملي العملات الأخرى.
العوامل الجيوسياسية وتوترات السوق
يأتي التحول الحالي في شهية المخاطر وسط خلفية من التوترات الجيوسياسية والاقتصادية المتزايدة. فعلى الرغم من بعض الانفراج في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الأسواق لا تزال قلقة من احتمالات تصعيد جديد قد يؤثر في سلاسل الإمداد العالمية ويعزز من تقلبات الأسواق.
وتشير بيانات العقود الآجلة إلى أن المتعاملين في السوق أصبحوا أكثر حذرًا في المراهنة على الاتجاهات الصعودية للأسهم، بينما ارتفعت حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs) بشكل طفيف خلال الأسبوع الجاري، في مؤشر على عودة الثقة التدريجية بالمعدن كأداة للتحوط.
تحركات المعادن النفيسة والصناعية
وفي أسواق المعادن الأخرى، سجلت العقود الآجلة للفضة ارتفاعًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 47.41 دولاراً للأونصة، بينما انخفضت عقود البلاتين بنحو 1% إلى 1535.10 دولاراً. أما النحاس فقد شهد أداءً متباينًا، حيث تراجعت العقود في بورصة لندن بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتسجل 10648.80 دولاراً للطن، في حين تراجعت العقود الأميركية بنسبة 0.3% إلى 4.933 دولاراً للرطل.
ويرى محللون أن استمرار تذبذب أسعار المعادن يعكس التوترات القائمة بين ضعف الطلب الصناعي من جهة، وتوقعات استمرار الإنفاق على البنية التحتية والطاقة الخضراء من جهة أخرى، ما يجعل الأسواق في حالة من التوازن الدقيق.
تحليل فني: الذهب يحافظ على دعمه فوق 3950 دولاراً
من الناحية الفنية، يحافظ الذهب على منطقة دعم قوية عند مستوى 3950 دولاراً للأونصة، بينما تشكل منطقة 4000 دولار مقاومة نفسية رئيسية قد تحدد اتجاه الأسعار في المدى القريب. وفي حال اختراق هذا المستوى صعوداً، قد يتجه الذهب نحو مستويات 4050–4100 دولار، في حين أن كسر الدعم قد يعيد اختبار مستوى 3920 دولاراً.
توقعات المحللين: الذهب يستعيد زخمه قبل بيانات الوظائف
يتجه المتعاملون حاليًا نحو ترقب بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية (NFP) التي ستصدر نهاية الأسبوع، لما لها من تأثير مباشر على توقعات السياسة النقدية. إذ إن أي تباطؤ في نمو الوظائف أو ضعف في الأجور قد يعزز الرهانات على خفض الفائدة ويدعم ارتفاع الذهب مجددًا.
ويُجمع محللو البنوك الاستثمارية الكبرى، مثل جي بي مورغان وسيتي غروب ويو بي إس، على أن الذهب ما زال يتمتع بزخم إيجابي على المدى المتوسط، خصوصًا إذا استمر ضعف البيانات الاقتصادية أو زاد الضغط على أسواق الأسهم العالمية.
خلاصة المشهد
يبدو أن أسعار الذهب أسعار الذهب أسعار الذهب استعادت جزءًا من قوتها كملاذ آمن، لكنها لا تزال عالقة بين قوتين متعارضتين: الضغوط الناتجة عن قوة الدولار وتشدد الفيدرالي، والدعم القادم من تصاعد المخاوف بشأن فقاعات الأصول وتباطؤ النمو العالمي. ومع اقتراب صدور بيانات التوظيف، سيبقى المعدن الأصفر في قلب الاهتمام كمؤشر على مزاج السوق العالمي.
ما سبب ارتفاع أسعار الذهب اليوم؟
ارتفعت أسعار الذهب نتيجة زيادة الإقبال على الأصول الآمنة وسط موجة بيع في الأسهم العالمية، إضافة إلى تصريحات مصرفية حذرت من تقييمات مفرطة في السوق الأميركي.
هل ما زال الدولار يؤثر على أداء الذهب؟
نعم، قوة الدولار الأميركي تضغط على أسعار الذهب لأنها تجعل شراء المعدن النفيس أكثر تكلفة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.
ما هي مستويات الدعم والمقاومة الحالية للذهب؟
يتداول الذهب حالياً قرب دعم 3950 دولاراً للأونصة، مع مقاومة نفسية قوية عند مستوى 4000 دولار، والتي قد تحدد الاتجاه المقبل للأسعار.
هل يتوقع المحللون استمرار صعود الذهب؟
يرى العديد من المحللين أن الذهب سيظل محتفظًا بزخمه الإيجابي طالما بقيت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي قائمة، خاصة قبل صدور بيانات التوظيف الأميركية.





















