أسعار الذهب تتراجع مع ترقب بيانات أمريكية حاسمة وتحركات الفيدرالي
شهدت أسعار الذهب اليوم الأربعاء تراجعًا طفيفًا بعد موجة من المكاسب المتتالية استمرت أربعة أيام، وسط حالة من الحذر في الأسواق قبل صدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تكون حاسمة في تحديد مسار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي.
وتراجع الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليُسجل 3,366.50 دولارًا للأونصة، كما هبطت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة إلى 3,420.72 دولارًا.
تراجع بعد مكاسب مدعومة بتوقعات خفض الفائدة
يأتي هذا التراجع الطفيف بعد مكاسب أسبوعية بلغت 2% يوم الجمعة الماضي، مدفوعة بتزايد رهانات المستثمرين على أن الفيدرالي الأمريكي قد يُقدم على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وسط إشارات إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وقد أظهرت بيانات حديثة تراجع مؤشر مديري المشتريات للخدمات الصادر عن معهد إدارة التوريد إلى 50.1 نقطة في يوليو، أدنى من التوقعات البالغة 51.5 نقطة، مما يعكس تباطؤ النشاط الخدمي في الولايات المتحدة.
بيانات سوق العمل تعزز توقعات التيسير النقدي
جاء ذلك بعد تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة، الذي كشف عن تباطؤ كبير في التوظيف، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.2%، مع مراجعات سلبية لأرقام الأشهر السابقة.
هذه المعطيات دفعت الأسواق لتسعير احتمالية خفض الفائدة بنسبة تقارب 90% في اجتماع الفيدرالي المقبل، ما يُعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن في بيئة منخفضة العوائد.
مراقبة قرارات ترامب بشأن الاحتياطي الفيدرالي
في سياق آخر، يترقب المستثمرون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسمية بديل لعضو مجلس محافظي الفيدرالي أدريانا كوجلر، المتوقع استقالتها في 8 أغسطس، وسط تخوفات من تأثير ذلك على استقلالية السياسة النقدية.
تباطؤ شراء البنوك المركزية للذهب في الربع الثاني
وفقًا لمجلس الذهب العالمي، أضافت البنوك المركزية 22 طنًا فقط من الذهب إلى احتياطياتها خلال يونيو، مع تسجيل البنك المركزي في أوزبكستان أكبر عملية شراء بواقع 9 أطنان، بعد أشهر من البيع.
وبلغ إجمالي مشتريات البنوك المركزية في الربع الثاني 166 طنًا، بانخفاض نسبته 33% مقارنة بالربع السابق، وذلك على الأرجح بسبب ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 30% منذ بداية العام.
ومع ذلك، يتوقع المحللون أن تستمر البنوك في تعزيز احتياطياتها من الذهب، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسعي لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
أسواق المعادن الأخرى: أداء متفاوت
سجلت عقود البلاتين مكاسب بنسبة 0.8% لتصل إلى 1,340.95 دولارًا للأونصة، بينما تراجعت الفضة بشكل طفيف إلى 37.81 دولارًا. في المقابل، ارتفعت أسعار النحاس الأمريكي بنسبة 0.5% لتصل إلى 4.4080 دولارًا للرطل، بعد استبعاد المعدن المكرر من الرسوم الجمركية الجديدة التي اقترحها ترامب.
الختام: حذر يسيطر على الأسواق
تبقى أسعار الذهب حساسة لأي تطورات جديدة على صعيد السياسة النقدية أو البيانات الاقتصادية، ما يجعل جلسات التداول القادمة حاسمة في تحديد الاتجاه القادم للمعدن الأصفر.
التحليل الفني وتوقعات الذهب
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند مستوى 3,380 دولارًا، بينما يشكّل مستوى 3,340 دولارًا دعمًا رئيسيًا في المدى القريب. ويعتقد المحللون أن أي كسر فوق المقاومة قد يفتح المجال نحو مستويات 3,400 دولار وربما أعلى، خاصة إذا جاءت البيانات الأمريكية أضعف من المتوقع. في المقابل، كسر الدعم قد يعيد الأسعار إلى نطاق 3,300 دولار. ويُنصح المتداولون بالحذر وانتظار تأكيد الاتجاه قبل الدخول في صفقات جديدة.
تنويه: لا تتحمل شركة جولد إيجلز أي مسؤولية عن القرارات المالية التي يتخذها القراء بناءً على هذا المحتوى. يرجى استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
الأسئلة الشائعة
لماذا تراجعت أسعار الذهب اليوم؟
تراجعت أسعار الذهب بسبب جني الأرباح بعد ارتفاعات متتالية، إضافة إلى ترقب بيانات أمريكية قد تؤثر على سياسة الفيدرالي النقدية.
هل سيؤدي خفض الفائدة إلى ارتفاع أسعار الذهب؟
نعم، غالبًا ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى دعم الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به، ويزيد من جاذبيته كملاذ آمن.
هل شراء الذهب الآن قرار صائب؟
يتوقف ذلك على أهدافك المالية. الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا، لكن من الأفضل متابعة تحركات الفيدرالي والبيانات الاقتصادية قبل اتخاذ القرار بناء لما تم ذكره في المقال.






















