بيرنبرغ يخفض تصنيف سهم غلينكور إلى احتفاظ بسبب مخاوف إنتاج النحاس
خفض بنك الاستثمار الألماني بيرنبرغ (Berenberg) تصنيفه لسهم شركة التعدين العالمية غلينكور (Glencore) المدرجة في بورصة لندن من شراء إلى احتفاظ، محدداً سعراً مستهدفاً جديداً عند 3.50 جنيه إسترليني للسهم، وسط مخاوف متزايدة تتعلق بقدرة الشركة على تحقيق أهدافها الإنتاجية من النحاس خلال النصف الثاني من عام 2025.
أداء قوي للسهم رغم التحفظات
ورغم هذا التخفيض، أشار التقرير إلى أنّ سهم غلينكور حقق ارتفاعاً لافتاً بنسبة 68% خلال الأشهر الستة الماضية، مستفيداً من صعود أسعار المعادن الأساسية مثل النحاس والفضة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد على المواد الخام الداعمة للتحوّل نحو الاقتصاد الأخضر.
ويبلغ القيمة السوقية لغلينكور نحو 56.5 مليار دولار، وفقاً لبيانات InvestingPro، ما يجعلها من أكبر شركات التعدين المدرجة عالمياً، إلا أنّ المخاوف المتعلقة بتباطؤ الإنتاج وتحديات البنية التحتية في بعض مناجمها قد دفعت المستثمرين لتبنّي نهج أكثر حذراً.
تحديات في تلبية أهداف إنتاج النحاس
توقّع تقرير بيرنبرغ أن تواجه غلينكور صعوبة في تحقيق أهدافها السنوية لإنتاج النحاس، حيث تشير التقديرات إلى أنّ الشركة تحتاج لإنتاج ما لا يقل عن 282 ألف طن في الربع الرابع من 2025 للوصول إلى الحد الأدنى من نطاق التوجيه البالغ 850 إلى 890 ألف طن للعام بأكمله.
وبحسب تقديرات بيرنبرغ، فإن غلينكور أنتجت نحو 224 ألف طن من النحاس في الربع الثالث، مقارنة بـ176 ألف طن في الربع الثاني، مما يعني أن الشركة بحاجة إلى تحقيق مستوى إنتاج قياسي غير مسبوق في الربع الأخير للحفاظ على مصداقية توقعاتها.
وأشار البنك إلى أن هذا الهدف قد يكون “طموحاً للغاية” بالنسبة للقدرات الحالية للشركة، ما يعزز من احتمالات أن تكون الأسواق تتخذ بالفعل موقفاً أكثر تحفظاً تجاه آفاقها قصيرة الأجل.
توقعات لبقية المعادن والسلع
إلى جانب النحاس، توقع بيرنبرغ أن تُعلن غلينكور عن إنتاج نحو:
- 11,500 طن من الكوبالت،
- 255,000 طن من الزنك،
- 47,000 طن من الرصاص،
- 163,000 أونصة من الذهب،
- 4.9 مليون أونصة من الفضة،
- 7.8 مليون طن من الفحم المعدني،
- 22.7 مليون طن من الفحم الحراري.
ويُنتظر أن تعلن الشركة عن تقريرها الإنتاجي الشامل نهاية أكتوبر، وتحديداً في 29 أكتوبر 2025، وسط ترقب المستثمرين لأي إشارات حول توجهات الإدارة المستقبلية بعد هذا التقييم التحفظي.
سهم غلينكور بين ضغوط السوق وآفاق النمو
رغم المخاوف قصيرة الأجل، لا يزال بعض المحللين يرون أنّ غلينكور تمتلك مقومات قوية على المدى المتوسط، خاصة في ضوء الطلب المتزايد على المعادن اللازمة لقطاع التكنولوجيا والطاقة النظيفة. كما أن محفظة الشركة المتنوعة بين النحاس، الزنك، الفحم، والمعادن الثمينة تمنحها مرونة نسبية في مواجهة تقلبات الأسعار العالمية.
لكنّ التحدي الأكبر يبقى في إدارة الإنتاج بفعالية وتحقيق التوازن بين استدامة الأرباح والالتزام بمعايير البيئة والحوكمة التي أصبحت عاملاً حاسماً في قرارات المستثمرين المؤسسيين.
تحركات السهم في البورصة
تراجع سهم غلينكور (GLEN) بنسبة 0.48% في تداولات الأربعاء الصباحية، متأثراً مباشرة بتقرير بيرنبرغ، في حين صعدت عقود النحاس الآجلة (HG) بنسبة 0.43%، وارتفع الذهب بنسبة 1.36%، والفضة 2.40%، في إشارة إلى تحوّل مزاج المستثمرين نحو الأصول الدفاعية وسط حالة الترقب.
ما الذي يعنيه خفض التصنيف للمستثمرين؟
يرى محللون أنّ خفض التصنيف من “شراء” إلى “احتفاظ” يعكس رغبة بيرنبرغ في تهدئة التوقعات بعد فترة من الأداء المتميز للسهم، وليس بالضرورة تشاؤماً بشأن أساسيات الشركة.
لكن بالنسبة للمستثمرين قصيري الأجل، قد يعني ذلك تباطؤ وتيرة الصعود، بينما يبقى الاتجاه العام للسهم مرتبطاً بشكل وثيق بقدرة الشركة على تنفيذ خططها التشغيلية.
توقعات ما قبل نتائج أكتوبر
مع اقتراب موعد إعلان النتائج، سيولي المستثمرون اهتماماً خاصاً بتحديثات الشركة حول كفاءة التشغيل والتكاليف ومشروعات التوسّع الجديدة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية. كما ستراقب الأسواق تأثير أسعار الطاقة المرتفعة على تكاليف الإنتاج، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي تواصل الضغط على سلاسل الإمداد العالمية.
تخفيض بيرنبرغ لتصنيف سهم غلينكور يمثل تذكيراً للمستثمرين بأنّ الارتفاعات السابقة لا تضمن استمرارية الأداء، وأنّ التوازن بين الإنتاج والطلب العالمي يظلّ العامل الحاسم في تحديد مسار أسعار المعادن خلال الأشهر المقبلة.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه رهانات الأسواق على تباطؤ النمو الصناعي في الصين وأوروبا، تبقى غلينكور أمام اختبار حقيقي في الربع الرابع لتأكيد قوتها التشغيلية.
ما سبب خفض تصنيف بيرنبرغ لسهم غلينكور؟
جاء خفض التصنيف نتيجة مخاوف تتعلق بقدرة الشركة على تحقيق أهداف إنتاج النحاس خلال النصف الثاني من العام، حيث يتطلب بلوغ الهدف مستويات إنتاج قياسية في الربع الرابع.
هل لا يزال سهم غلينكور جذاباً للاستثمار؟
يظل السهم جذاباً على المدى المتوسط والطويل بفضل تنوع محفظته وارتباطه الوثيق بالتحوّل نحو الطاقة النظيفة، لكن المستثمرين قصيري الأجل قد يفضلون التريث حتى صدور التقرير الإنتاجي في نهاية أكتوبر.
متى تصدر غلينكور نتائجها المقبلة؟
من المتوقع أن تصدر الشركة تقريرها الإنتاجي في 29 أكتوبر 2025، ما سيمنح الأسواق رؤية أوضح بشأن أدائها في الربع الأخير من العام.
إخلاء مسؤولية: المحتوى مُعدّ بواسطة فريق التحرير في “جولد إيجلز” لأغراض إعلامية فقط، ولا يُمثّل توصية استثمارية. يُنصح القراء بإجراء بحوثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات مالية.






















