بنك أوف أمريكا يرفع توقعاته لسعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026
في تقرير جديد أصدره بنك أوف أمريكا، رفع البنك توقعاته لسعر الذهب إلى مستوى قياسي جديد عند 5000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، مؤكدًا أن الزخم الصعودي في سوق المعدن النفيس لا يزال قويًا رغم بلوغ الأسعار حاجز 4000 دولار في أكتوبر الجاري.
بنك أوف أمريكا: الطلب الاستثماري يقود الموجة الصاعدة
أوضح فريق المحللين بقيادة مايكل ويدمر أن المرحلة المقبلة من ارتفاع سعر الذهب ستكون مدفوعة بالأساس بزيادة الإقبال الاستثماري على المعدن الأصفر، مع توقع نمو الطلب بنسبة 14% في عام 2026، ما قد يدفع الأسعار إلى حدود 5000 دولار للأونصة.
وأضاف التقرير أن السيناريو الأكثر تفاؤلًا — أو ما وصفه البنك بـ”السماء الزرقاء” — قد يدفع الأسعار حتى 8000 دولار للأونصة، إذا ارتفعت التدفقات الاستثمارية بنسبة 55%، وهي نسبة يعتبرها المحللون “بعيدة المنال في الأجل القريب”.
صعود قياسي لتدفقات صناديق الذهب
بحسب بيانات البنك، فإن صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) حققت قفزة هائلة في استثماراتها بالذهب بنسبة 880% خلال سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، لتسجل تدفقات قياسية بلغت 14 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن إجمالي حيازات الذهب المادية والورقية تجاوزت الآن 5% من إجمالي قيمة أسواق الأسهم والدخل الثابت العالمية، أي ما يقارب ضعف حصتها قبل عام واحد فقط، ما يعكس عودة الذهب بقوة إلى دائرة الاهتمام المؤسسي.
البيئة الاقتصادية تواصل دعم الذهب
يرى بنك أوف أمريكا أن السياسات المالية والنقدية الأميركية الحالية تدعم استمرار الاتجاه الصاعد للذهب. وذكر التقرير أن “الإطار الاقتصادي غير التقليدي” الذي تتبعه إدارة البيت الأبيض — والمتمثل في العجز المالي المتزايد، ومستويات الدين المرتفعة، والرغبة في تيسير السياسة النقدية رغم بقاء التضخم فوق 3% — يجعل من الذهب أصلًا جذابًا للتحوط وتنويع الاحتياطيات.
وأشار البنك إلى أن هذا المزيج من العوامل يبقي الطلب قوياً من جانب البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد الباحثين عن ملاذ آمن في ظل اضطرابات الأسواق العالمية.
تحذيرات من تصحيح محتمل
رغم التفاؤل الواضح، حذر المحللون من إمكانية حدوث تصحيح مؤقت في الأسعار بعد الارتفاع السريع الذي شهده المعدن النفيس مؤخرًا. وأوضح التقرير أن تمركز المستثمرين في عقود الذهب بلغ مستويات مرتفعة، ما قد يدفع الأسواق إلى فترات استقرار أو جني أرباح قصيرة المدى قبل استئناف الصعود.
وأضاف أن “الأسواق عادة ما تمر بفترات من إعادة التوازن بعد موجات صعود قوية، وهو ما قد نشهده في الأسابيع المقبلة”، لكنه أكد أن الاتجاه العام يظل إيجابيًا طالما بقيت العوامل الأساسية داعمة.
الفضة تواصل العجز رغم انخفاض الطلب
وفيما يخص الفضة، أشار بنك أوف أمريكا إلى أن السوق لا تزال في حالة عجز هيكلي، رغم توقع انخفاض الطلب بنسبة 11% خلال العام القادم نتيجة خفض استخدام المعدن في الألواح الشمسية.
وأوضح التقرير أن هذا التراجع في الطلب لن يكون كافيًا لتحويل السوق إلى فائض، وأن العجز سيستمر وإن كان بوتيرة أقل، مدعومًا بضعف الإمدادات واستمرار الطلب الصناعي المرتفع.
ويتوقع البنك أن تواصل أسعار الفضة ارتفاعها لتصل إلى 65 دولارًا للأونصة بحلول عام 2026، في ظل استمرار اضطرابات السوق المادية وتزايد اهتمام المستثمرين بالمعادن البديلة للتحوط من التضخم.
مخاطر محتملة قد تعرقل المسار الصاعد
لفت التقرير إلى أن هناك عدة عوامل قد تُبطئ أو تعرقل مسار ارتفاع سعر الذهب، أبرزها احتمال صدور حكم من المحكمة العليا الأميركية بشأن تعريفات ترامب الجمركية وتأثيرها في التجارة العالمية، إضافة إلى احتمال تشدد الاحتياطي الفدرالي في السياسة النقدية إذا تحسنت البيانات الاقتصادية الأميركية بشكل مفاجئ.
كما أشار المحللون إلى أن نتائج الانتخابات النصفية المقبلة في الولايات المتحدة قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد المسار المستقبلي للسياسة الاقتصادية والإجراءات التحفيزية، ما قد ينعكس مباشرة على حركة الذهب.
نظرة عامة: الذهب في طريقه إلى مرحلة جديدة
تُظهر التوقعات الحالية أن الذهب يستعد لدخول مرحلة جديدة من المكاسب القياسية، مدعومًا بعوامل مالية وجيوسياسية معقدة، أبرزها: توسّع العجز الأميركي، تباطؤ النمو في الاقتصادات المتقدمة، وتزايد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وآسيا.
ويؤكد بنك أوف أمريكا أن الذهب لا يزال “الأصل المفضل” للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار في بيئة تضخمية متقلبة، مشيرًا إلى أن الارتفاع نحو 5000 دولار للأونصة لم يعد مجرد سيناريو بعيد، بل احتمال واقعي خلال الـ12 شهرًا القادمة.
هل من المتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار فعلًا؟
وفقًا لتقديرات بنك أوف أمريكا، فإن السيناريو الأساسي يتوقع وصول الذهب إلى 5000 دولار للأونصة في عام 2026، مدفوعًا بارتفاع الطلب الاستثماري بنسبة 14% واستمرار سياسة التيسير النقدي.
هل يمكن أن يتراجع سعر الذهب بعد الارتفاع الأخير؟
نعم، البنك يشير إلى احتمال حدوث تصحيح مؤقت في الأسعار بسبب تمركز المستثمرين الزائد، لكن الاتجاه العام يبقى صعوديًا على المدى المتوسط والطويل.
ما أبرز العوامل التي تدعم ارتفاع الذهب؟
أبرز العوامل تشمل: العجز المالي الأميركي، ارتفاع مستويات الدين، استمرار التضخم فوق 3%، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، إضافة إلى حالة عدم اليقين الجيوسياسي العالمي.
كيف تبدو توقعات الفضة مقارنة بالذهب؟
تتوقع بنك أوف أمريكا استمرار العجز في سوق الفضة رغم انخفاض الطلب بنسبة 11% في 2026، مع احتمال ارتفاع السعر إلى 65 دولارًا للأونصة خلال العامين المقبلين.
هل يوصي الخبراء بالاستثمار في الذهب الآن؟
يشير التقرير إلى أن الذهب ما زال أصلًا جذابًا للتحوط وتنويع المحافظ الاستثمارية، لكن المستثمرين يُنصحون بالحذر من موجات التصحيح القصيرة قبل استئناف الصعود.






















