الأسهم العالمية تسجل مستويات قياسية والدولار يرتفع بدعم من خفض الفائدة الفدرالي
شهدت الأسهم العالمية قفزة ملحوظة إلى مستويات قياسية جديدة يوم الخميس، مدعومة بقرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة، في خطوة عززت شهية المخاطرة في الأسواق. وفي الوقت نفسه، استفاد الدولار الأميركي من هذه التطورات ليحقق مكاسب قوية أمام العملات الرئيسية، فيما تراجعت أسعار الذهب والنفط بفعل ضغوط جني الأرباح وارتفاع عوائد السندات.
وول ستريت تسجّل ارتفاعات قوية
في نيويورك، أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع جماعي، حيث صعد مؤشر ناسداك بأكثر من 1% مدفوعاً بمكاسب أسهم التكنولوجيا. وسجل سهم إنتل ارتفاعاً استثنائياً تجاوز 25% بعد إعلان شركة إنفيديا استثماراً بقيمة 5 مليارات دولار في الشركة الأميركية العملاقة لصناعة الرقائق. هذا الإعلان منح دفعة قوية لقطاع أشباه الموصلات وللمؤشر التكنولوجي ككل.
في المقابل، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.33% ليصل إلى 46,170 نقطة، بينما صعد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.68% مسجلاً 6,644 نقطة. أما مؤشر ناسداك المركب فقد قفز بنسبة 1.15% ليبلغ 22,517 نقطة.
أداء إيجابي للأسواق الأوروبية والعالمية
على صعيد أوروبا، صعد مؤشر ستوكس 600 بنسبة 0.79%، فيما واصلت الأسهم العالمية مكاسبها حيث ارتفع مؤشر MSCI للأسواق العالمية بنسبة 0.39% مسجلاً 980 نقطة، وهو أعلى مستوى في تاريخه. هذه المكاسب جاءت رغم استمرار المخاوف من تباطؤ اقتصادي في أوروبا، إلا أن السيولة الضخمة في الأسواق وقرارات البنوك المركزية أعطت المستثمرين ثقة إضافية.
الدولار الأميركي يعزز مكاسبه
استفاد الدولار الأميركي من قرار الفدرالي بخفض الفائدة ليحقق مكاسب قوية أمام سلة من العملات. فقد ارتفع بنسبة 0.66% مقابل الين الياباني ليسجل 147.94 ين، كما صعد أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.47% إلى 0.792 فرنك. أما اليورو فقد تراجع 0.27% إلى 1.178 دولار، والجنيه الإسترليني خسر 0.57% إلى 1.3548 دولار.
وتزامن ذلك مع إعلان بنك إنجلترا تثبيت أسعار الفائدة عند 4% بأغلبية 7 أصوات مقابل صوتين، مع إبطاء وتيرة بيع السندات الحكومية (الغيلتس) إلى 70 مليار جنيه سنوياً بدلاً من 100 مليار.
قرارات أخرى في أوروبا والنرويج
في النرويج، خفّض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل إلى 4.0%، مشيراً إلى خطط لمزيد من الخفض خلال الأشهر المقبلة ولكن بوتيرة أبطأ من المتوقع. هذا القرار جاء فيما استقر الكرون النرويجي قرب أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.
في ألمانيا، أقر البرلمان الميزانية السنوية الأولى بعد الإصلاحات المالية التي خففت القواعد الصارمة للعجز. أما في فرنسا، فقد شهدت الشوارع مظاهرات حاشدة ضد سياسات التقشف التي تعتزم الحكومة تنفيذها، حيث طالب المتظاهرون الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو بالتراجع عن إجراءات خفض الإنفاق.
أسواق السندات والعوائد
على صعيد الديون السيادية، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 4.2 نقاط أساس إلى 4.118%. كما صعد العائد على السندات الألمانية (البوند) لأجل 10 سنوات بمقدار 4.1 نقاط أساس ليصل إلى 2.718%.
الذهب يتراجع بعد قمم تاريخية
بعد مكاسب قياسية، سجلت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً بفعل عمليات جني الأرباح وارتفاع الدولار. وانخفض المعدن النفيس بنسبة 0.55% ليصل إلى 3,639 دولاراً للأونصة. ويشير محللون إلى أن التراجع يعتبر حركة طبيعية بعد موجة الصعود الأخيرة التي قادت الذهب إلى مستويات غير مسبوقة.
النفط يواصل التراجع
تراجعت أسعار النفط في تعاملات الخميس مع استمرار المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي. فقد انخفض خام برنت بنسبة 0.68% ليسجل 67.49 دولاراً للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.73% إلى 63.58 دولاراً للبرميل.
رؤية المحللين وتوقعات السوق
يرى خبراء الأسواق أن خفض الفدرالي للفائدة يشكل نقطة تحول مهمة في السياسة النقدية الأميركية لعام 2025، حيث يُتوقع أن يتبعه خفضان إضافيان قبل نهاية العام. هذا السيناريو يدعم استمرار الزخم في الأسهم العالمية، خاصة أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تستفيد عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
ومع ذلك، فإن استمرار قوة الدولار وارتفاع العوائد على السندات يشكلان تحدياً أمام استمرار صعود الذهب والسلع الأخرى. في الوقت نفسه، لا تزال التوترات الاجتماعية في أوروبا والإصلاحات المالية الجريئة في ألمانيا وفرنسا عاملاً مؤثراً في المعنويات الاستثمارية.
ما سبب ارتفاع الأسهم العالمية إلى مستويات قياسية؟
جاءت المكاسب نتيجة قرار الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما عزز شهية المخاطرة ودعم أسواق الأسهم عالمياً.
لماذا ارتفع الدولار رغم خفض الفائدة الأميركية؟
الدولار استفاد من توقعات بمزيد من الخفض التدريجي للفائدة، واعتُبر ملاذاً آمناً مقارنة باليورو والجنيه الإسترليني.
ما تأثير استثمار إنفيديا في إنتل على الأسواق؟
الاستثمار البالغ 5 مليارات دولار أعطى دفعة قوية لقطاع التكنولوجيا، وساهم في ارتفاع سهم إنتل بأكثر من 25% في جلسة واحدة.
كيف تأثرت أسعار الذهب والنفط بهذه التطورات؟
الذهب تراجع بعد مكاسب قياسية بفعل ارتفاع الدولار والعوائد، بينما واصل النفط خسائره بسبب مخاوف الطلب العالمي.
باختصار، يواصل مشهد الأسهم العالمية تقديم إشارات إيجابية مدعومة بالسياسات النقدية التيسيرية، في حين يترقب المستثمرون التطورات المقبلة للفدرالي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى لتحديد اتجاهات الأسواق خلال الفترة المتبقية من العام. ومع وجود عوامل دعم وضغط متباينة، تبقى الأسواق عرضة للتقلبات لكنها تستفيد حالياً من زخم السيولة والتحفيز النقدي.
تنويه: موقع “جولد إيجلز” غير مسؤول عن أي قرارات استثمارية يتم اتخاذها بناءً على هذا المقال. الاستثمار في الأسواق المالية ينطوي على مخاطر، ويُنصح بالحصول على استشارة متخصصة قبل اتخاذ أي خطوة استثمارية.






















