الأسهم البريطانية تتجه لخسائر أسبوعية مع مراقبة المستثمرين لقرارات البنوك المركزية
شهدت الأسهم البريطانية خلال تعاملات هذا الأسبوع ضغوطاً متزايدة نتيجة تقييم المستثمرين لتوجهات البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وبنك إنجلترا. ورغم بعض المكاسب المحدودة في قطاعات المعادن الثمينة، إلا أن المؤشرات الرئيسية في بورصة لندن تتجه نحو تسجيل تراجع أسبوعي طفيف يعكس حالة الترقب والحذر في الأسواق.
بورصة لندن بين ضغوط التضخم وتوقعات أسعار الفائدة
استقر مؤشر فاينانشال تايمز 100 (FTSE 100) عند مستويات شبه ثابتة في تداولات الجمعة، لكنه يتجه نحو خسائر أسبوعية مدفوعة بقلق المستثمرين من استمرار الضغوط التضخمية. أما مؤشر فاينانشال تايمز 250 (FTSE 250) فقد تراجع بنسبة 0.6%، مسجلاً خسائر أوضح مقارنة بنظيره القيادي.
ويأتي هذا الأداء في ظل قرار بنك إنجلترا بتثبيت أسعار الفائدة، بعد أن كان قد خفضها ربع نقطة مئوية في أغسطس الماضي. ورغم أن بعض المحللين توقعوا أن يتجه المركزي البريطاني نحو مزيد من الخفض لدعم النمو، فإن مؤسسات كبرى مثل غولدمان ساكس وجي بي مورغان وسيتي غروب أكدت أن المجال أمام تخفيضات إضافية هذا العام يبدو محدوداً.
المزاج الاستهلاكي البريطاني وتحديات الموازنة
أظهرت بيانات حديثة أن المستهلكين البريطانيين أصبحوا أكثر تشاؤماً في سبتمبر، خاصة مع ترقب إعلان وزيرة المالية راشيل ريفز عن موازنة نوفمبر والتي يُرجح أن تتضمن زيادة في الضرائب. هذه التوقعات تثير مخاوف بشأن تراجع ثقة المستهلكين وإمكانية تأثيرها على الإنفاق المحلي، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على أداء الأسهم البريطانية.
السياسات النقدية العالمية وتأثيرها على الأسهم البريطانية
في المقابل، شهدت عدة بنوك مركزية عالمية تحركات مختلفة، إذ خفض كل من الفيدرالي الأميركي وبنك كندا والبنك المركزي النرويجي أسعار الفائدة هذا الأسبوع. وقد دعم ذلك شهية المستثمرين للمخاطرة في الأسواق العالمية، لكن تأثيره على بورصة لندن كان محدوداً بسبب استمرار المخاوف المحلية.
قرار الفيدرالي الأميركي
أقدم الفيدرالي الأميركي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في أول تقليص منذ ديسمبر الماضي، وهو ما ساهم في دعم الأصول عالية المخاطر عالمياً. غير أن انعكاس هذا القرار على الأسهم البريطانية ظل ضعيفاً نسبياً نتيجة التركيز الأكبر على القضايا الاقتصادية الداخلية.
أداء القطاعات في بورصة لندن
من الناحية القطاعية، تعرضت أسهم الإعلام لأكبر خسائر حيث انخفضت بنسبة 1.5%، وتراجع سهم Bloomsbury Publishing بنسبة 4.7%. في المقابل، استفادت أسهم شركات التعدين من ارتفاع أسعار الذهب، إذ ارتفعت بنسبة 2.4% تقريباً، مما ساعد على تقليص بعض الخسائر العامة في السوق.
تحركات الأسهم الفردية
- Close Brothers: تراجع بنسبة 6.6% بعد الإعلان عن تأجيل نتائجها المالية السنوية.
- Spire Healthcare: قفز السهم 17.3% بعدما أعلنت الشركة عن دراسة خيارات استراتيجية قد تشمل البيع.
- CBRO: انخفض السهم 3.48% وسط تقييمات سلبية رغم توصيات بعض المحللين بأنه قد يكون مقوماً بأقل من قيمته الحقيقية.
- BLPU: سجل تراجعاً حاداً بنسبة 4.46%.
الذهب كملاذ آمن يدعم بعض الأسهم
واصلت أسعار الذهب تحقيق مكاسب طفيفة بلغت 0.06%، مما انعكس إيجاباً على أسهم شركات التعدين في لندن. ويؤكد المحللون أن استمرار الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين المالي والسياسي العالمي يوفر دعماً محدوداً لقطاع المعادن الثمينة في السوق البريطانية.
توقعات المحللين للأسهم البريطانية
يعتقد المحللون أن الأسهم البريطانية ستظل رهينة لتطورات السياسة النقدية محلياً وعالمياً خلال الأشهر المقبلة. وفي حال استمرار بنك إنجلترا في سياسته الحذرة، فقد تتعرض الأسواق لمزيد من الضغوط، خاصة إذا جاءت بيانات النمو والتوظيف أضعف من المتوقع.
العوامل المؤثرة مستقبلاً
من أبرز العوامل التي ستحدد مسار بورصة لندن في الفترة المقبلة:
- توجهات بنك إنجلترا حيال أسعار الفائدة والتضخم.
- تطورات السياسة المالية وخاصة الضرائب في موازنة نوفمبر.
- أداء الاقتصاد الأميركي وتأثيره على الأسواق العالمية بعد خفض الفائدة.
- استمرار الطلب العالمي على الذهب والملاذات الآمنة.
في نهاية أسبوع مليء بالتقلبات، تبدو الأسهم البريطانية في وضع هش مع استمرار حالة الترقب بشأن قرارات البنوك المركزية وتداعيات السياسات المالية المرتقبة. وبينما توفر بعض القطاعات مثل التعدين دعماً نسبياً، يظل الاتجاه العام مائلاً للتراجع الطفيف، ما يضع المستثمرين أمام معادلة صعبة بين البحث عن العوائد ومخاطر التضخم وعدم اليقين الاقتصادي.
ما سبب تراجع الأسهم البريطانية هذا الأسبوع؟
تراجعت نتيجة ضغوط التضخم وقرار بنك إنجلترا تثبيت الفائدة، إضافة إلى ضعف ثقة المستهلكين.
هل سيواصل بنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة؟
تتوقع بنوك استثمار كبرى أن البنك لن يقدم على مزيد من التخفيضات هذا العام، مفضلاً التريث.
أي القطاعات دعمت بورصة لندن؟
قطاع التعدين، وخاصة شركات الذهب، كان أبرز الداعمين بفضل ارتفاع الأسعار العالمية.
كيف أثّر قرار الفيدرالي الأميركي على الأسهم البريطانية؟
عزز القرار شهية المخاطرة عالمياً، لكن تأثيره على بورصة لندن ظل محدوداً بسبب التحديات المحلية.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، ولا تمثل بأي شكل توصية استثمارية. منصة “جولد إيجلز” غير مسؤولة عن أي قرارات مالية يتخذها القارئ بناءً على هذه المادة.






















