استقرار الجنيه الذهب في السوق المصري رغم اضطراب الأسعار العالمية… هل يستمر الثبات؟
رغم ما يشهده السوق العالمي من تذبذبات حادة في أسعار الذهب نتيجة الأحداث الاقتصادية الدولية وتوقعات السياسة النقدية في الولايات المتحدة، استقر سعر الجنيه الذهب في السوق المصري عند مستوى 37,400 جنيه، مما شكّل مفاجأة نسبية للمراقبين. ويأتي هذا الاستقرار في وقت يشهد فيه الذهب عالميًا حالة من التخبّط الحاد، حيث تتأرجح أسعار الأونصة بين الصعود والهبوط استجابةً لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وحركة الدولار، ومعدلات التضخم في الاقتصادات الكبرى. ويُعد الجنيه الذهب أحد المؤشرات المهمة على صحة السوق المحلي، ليس فقط لكونه أداة ادخار شائعة بين المصريين، بل أيضًا لأنه يتأثر بشكل مباشر بعوامل العرض والطلب وسعر الجرام عيار 21، الذي يُعتبر أساس تسعير الجنيه الذهب. ووفقًا لبيانات السوق، فإن استقرار سعر الجنيه الذهب عند 37,400 جنيه يعكس حالة من التوازن بين قوة الطلب المحلي والتحركات العالمية غير المستقرة.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذا الثبات في سعر الجنيه الذهب لا يعني بالضرورة أن السوق في حالة ركود، بل يعكس مرونة السوق المصري في امتصاص صدمات الأسعار العالمية خلال الفترة الأخيرة. فقد شهدت الأسواق العالمية تحركات سريعة، خاصة بعد الخطاب الأخير لرئيس الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، الذي أعاد الجدل بشأن مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على أسعار الذهب حول العالم. ومع ذلك، استطاع السوق المحلي في مصر الحفاظ على نوع من التوازن، نتيجة عوامل داخلية تشمل استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار نسبيًا، بالإضافة إلى تراجع مؤقت في الطلب على السبائك والعملات الذهبية من كبار المستثمرين. كما أن سعر الجنيه الذهب – المرتبط أساسًا بعيار 21 – حافظ على مستواه نتيجة ثبات سعر الجرام عند متوسط 4,675 جنيهًا، ما ساهم في تجنّب أي ارتفاعات غير مبررة أو انخفاضات حادة قد تربك السوق.
من جهة أخرى، لا يُخفي المتعاملون في سوق الذهب المصري قلقهم من التأثيرات المرتقبة لأي تحولات مفاجئة في المشهد الاقتصادي العالمي، والتي قد تدفع بأسعار الذهب إلى التحرك صعودًا أو هبوطًا بشكل حاد خلال الأيام المقبلة. وتُشير التوقعات إلى أن أي إعلان رسمي من البنك المركزي الأميركي بشأن خفض الفائدة أو تثبيتها قد يغيّر تمامًا اتجاه أسعار الذهب عالميًا، وبالتالي ينعكس بشكل مباشر على سعر الجنيه الذهب في مصر. وفي هذا السياق، يوصي خبراء الاستثمار بضرورة المتابعة اللحظية لتطورات السوق، وعدم اتخاذ قرارات بيع أو شراء سريعة دون دراسة. ومن الجدير بالذكر أن الجنيه الذهب يُعتبر خيارًا مفضّلًا لدى العديد من الأسر المصرية، ليس فقط كوسيلة ادخار، بل أيضًا كهدية في المناسبات والزيجات، ما يمنحه بعدًا ثقافيًا واقتصاديًا مزدوجًا. وفي ظل التغيرات المتوقعة في السوق العالمي، تبقى مرونة السوق المصري وقدرته على الحفاظ على استقرار أسعار أدواته الذهبية، مثل الجنيه الذهب، مؤشرًا إيجابيًا يعزز من ثقة المستثمرين ويشجع على مزيد من الانخراط في هذا النوع من الأصول.
أسعار الذهب في السعودية تهبط تحت ضغط الأسواق العالمية
استثمار الذهب اليوم : لماذا لم يعد مجرد تحوّط
الذهب في الإمارات يهبط إلى أدنى مستوى له منذ أيام






















