إغلاقات البورصات العربية اليوم.. تباين في أداء الأسواق الخليجية والمصرية
تباين الأداء في ختام جلسة الثلاثاء
أنهت أسواق المال العربية تعاملات جلسة الثلاثاء على أداء متباين، وسط حالة من الترقب لقرارات البنوك المركزية العالمية بشأن الفائدة، واستمرار الضبابية في أسعار النفط التي تؤثر بشكل مباشر في أسواق الخليج. فبينما سجلت بورصات دبي والكويت مكاسب محدودة، شهدت قطر استقراراً نسبياً، في حين جاءت التحركات في السوق السعودي ضمن نطاق ضيق.
وجاءت إغلاقات البورصات العربية اليوم لتؤكد استمرار حالة التوازن الحذر التي تسيطر على المستثمرين، مع تباين شهية المخاطرة وتذبذب السيولة في الأسواق المحلية. وقد ساهمت النتائج المالية الفصلية لشركات قيادية في دعم بعض المؤشرات، في حين ضغطت عمليات جني الأرباح على قطاعات أخرى.
دبي تقود المكاسب الخليجية
ارتفع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.5% ليغلق عند مستوى 6069 نقطة، بدعم من مكاسب أسهم القطاع العقاري والمصرفي. وسجل سهم «إعمار العقارية» ارتفاعاً بنحو 1.2%، بينما واصل «دبي الإسلامي» أداءه الإيجابي بعد إعلان نمو أرباحه الفصلية بأكثر من 8%.
ويرى محللون أن السوق الإماراتي ما زال يستفيد من الزخم الإيجابي في قطاعي العقار والسياحة، إلى جانب ارتفاع التدفقات الأجنبية منذ مطلع أكتوبر، مع توقعات بأن تشهد الأسواق المزيد من النشاط مع اقتراب نهاية العام وعودة بعض المحافظ الأجنبية إلى مراكزها الاستثمارية السابقة.
الكويت تواصل الصعود للمرة الثالثة على التوالي
سجّل المؤشر الأول الكويتي ارتفاعاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 9444 نقطة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مدعوماً بصعود أسهم البنوك الكبرى وعلى رأسها «الوطني» و«بيتك». كما شهدت السيولة تحسناً نسبياً مقارنة بجلسة الاثنين، وسط توقعات بعمليات تجميع استباقاً لإعلانات النتائج السنوية.
ويرى متعاملون أن السوق الكويتي بدأ يستعيد زخمه بعد فترة من التذبذب، مع تركيز المستثمرين على الأسهم التشغيلية ذات العائد المستقر. كما ساهمت التوقعات الإيجابية حول استقرار الدينار وتحسن النشاط الائتماني في تعزيز الثقة بالسوق المحلي.
قطر.. مكاسب طفيفة فوق مستوى 10900 نقطة
أنهى مؤشر بورصة قطر تعاملاته مرتفعاً فوق مستوى 10900 نقطة، في ظل تداولات متوسطة الحجم. وشهدت الجلسة ارتفاع أسهم البنوك والبتروكيماويات، فيما ضغطت أسهم الاتصالات والطاقة على المكاسب.
وقال محللون في الدوحة إن إغلاقات البورصات العربية اليوم في قطر تعكس حالة استقرار نسبي، رغم استمرار الضغوط من تذبذب أسعار الغاز الطبيعي وتراجع عوائد بعض الشركات الكبرى. ومع ذلك، يترقب المستثمرون ما ستسفر عنه قرارات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي لاحقاً هذا الأسبوع، لما لها من تأثير مباشر على التدفقات الرأسمالية.
السوق السعودي يترقب الفدرالي.. وتاسي يغلق على ارتفاع محدود
افتتح السوق السعودي تعاملاته على ارتفاع بلغ نحو 0.3% في مؤشر «تاسي»، مدعوماً بتحركات انتقائية في أسهم البنوك والطاقة. ورغم التراجع الطفيف في أسعار النفط دون 66 دولاراً للبرميل، فقد حافظت السوق على استقرارها النسبي بفضل نتائج مالية قوية لعدد من الشركات القيادية.
وأشار محللون إلى أن المستثمرين في السعودية يتحركون بحذر قبل إعلان الفدرالي الأميركي عن قراره بشأن الفائدة، حيث قد يؤثر أي خفض جديد على شهية المخاطر وسلوك المحافظ الأجنبية. كما أن تراجع السيولة في الجلسات الأخيرة يعكس تريثاً في بناء مراكز جديدة قبل اتضاح الاتجاه العالمي للفائدة.
البورصة المصرية تبدأ الجلسة على ارتفاع
في القاهرة، بدأت المؤشرات المصرية تعاملاتها على ارتفاع طفيف، حيث صعد المؤشر الثلاثيني (EGX30) بنسبة 0.3% في بداية جلسة الثلاثاء. جاء ذلك بدعم من مشتريات المستثمرين المحليين في قطاعات البنوك والعقار، فيما فضل المستثمرون الأجانب الحذر مع استمرار ضعف السيولة الأجنبية في السوق.
ويرى محللون أن ارتفاع إغلاقات البورصات العربية اليوم في مصر يعكس تحسناً نسبياً في المزاج العام بعد تراجع حدة التضخم المحلي وتزايد التوقعات بخفض قريب للفائدة من البنك المركزي المصري. كما أن موجة الاكتتابات الأولية الجديدة المرتقبة خلال نوفمبر قد تضيف زخماً إضافياً للسوق في المدى القصير.
العوامل العالمية المؤثرة في أداء البورصات العربية
يرى مراقبون أن الأداء المتباين للأسواق العربية يأتي في سياق عالمي حذر، إذ تترقب الأسواق العالمية قرارات الفدرالي الأميركي وبيانات التضخم الأميركية خلال الأيام المقبلة، في حين لا تزال أسعار النفط تشهد تذبذباً واسعاً نتيجة لتباطؤ الطلب الصيني وزيادة المعروض من الولايات المتحدة.
ويشير محللون إلى أن المستثمرين في المنطقة يتعاملون مع مزيج من العوامل المحلية والعالمية، من أبرزها تقلب أسعار الطاقة، وتوجهات السياسات النقدية، والتوترات الجيوسياسية. كما أن المستثمرين الأفراد في أسواق الخليج يميلون حالياً إلى إعادة التمركز في الأسهم الدفاعية مثل الاتصالات والمواد الأساسية.
توقعات الجلسات المقبلة
يتوقع خبراء السوق أن تظل إغلاقات البورصات العربية خلال الأسبوع الحالي محكومة بعاملين رئيسيين: مسار أسعار النفط، ونتائج قرارات الفدرالي الأميركي. فاستمرار تراجع النفط دون 65 دولاراً قد يضغط على الأسهم النفطية والبتروكيماوية، في حين أن أي إشارة من الفدرالي بخفض الفائدة مجدداً قد تنعش شهية المخاطر وتزيد التدفقات الأجنبية.
وفي المقابل، قد يستفيد السوق المصري من أي تحسن في سعر الجنيه أو تدفقات استثمارية جديدة من الخليج، بينما تبقى الأسواق الخليجية أكثر استقراراً بفضل فوائض مالية قوية ومشروعات استثمارية ضخمة جارية في السعودية والإمارات وقطر.
توازن حذر في الأسواق العربية
في المحصلة، تعكس إغلاقات البورصات العربية اليوم مزيجاً من التفاؤل الحذر والانتظار، إذ لا تزال الأسواق تسعى لاكتساب اتجاه واضح في ظل غياب محفزات قوية على المدى القصير. وبينما تسجل بعض الأسواق مكاسب انتقائية، تظل مستويات السيولة المحدودة والتذبذب الحاد في الأسواق العالمية من أبرز العوامل التي تحد من اندفاع المستثمرين.
ويجمع معظم المحللين على أن النصف الأخير من الربع الرابع سيحدد مسار 2026 للأسواق الخليجية والعربية، خصوصاً مع تداخل المتغيرات النقدية والاقتصادية مع تطورات المشهد السياسي في المنطقة والعالم.






















